اخبار عربية

هل يسقط ” قيصر” مع سقوط الأسد

“ليبانون ديبايت”

ممّا لا شك فيه أن “قانون قيصر” لحماية المدنيين في سوريا قد فرض عقوبات على حكومة ونظام بشار الأسد في سوريا، وأثر على حيالة السوريين وأدى إلى انهيار العملة السورية، فهل من الممكن أن يسقط “قيصر”مع سقوط النظام وبشار الأسد؟ وهل يحتاج هذا القانون إلى تعديل اليوم ما يؤدي إلى رفع العقوبات الأميركية عن سوريا؟ وكيف سيكون عليه واقع الإقتصاد السوري من جهة واللبناني من جهةٍ أخرى؟

عن هذه الأسئلة يجيب أستاذ الإقتصاد في الجامعة اللبنانية البروفسور جاسم عجاقة، الذي يرى أنه إذا رفعت العقوبات الأميركية عن سوريا، فإن عدداً كبيراً من النازحين السوريين في لبنان سيعودون إلى سوريا، ما سبنعكس مباشرةً على اقتصاد لبنان. وفي هذا المجال يقول البروفسور عجاقة ل”ليبانون ديبايت” إنه في حال تمّ رفع العقوبات، من الضروري معرفة أن هؤلاء النازحين الذين يحصلون شهرياً على مساعدات مالية ويصرفون جزءاً من الدولارات النقدية في بيروت، سيحوّلون هذه الأموال إلى بلدهم بعد انتقالهم وعودتهم إلى سوريا، وهو ما سينعكس بشكلٍ مباشر على وضع السوق المالية وخصوصاً على سعر الصرف، كون هذه المبالغ تقدر بمئات ملايين الدولارات، مع وجود أكثر من مليون نازح سوري في لبنان.

أمّا التأثير الثاني وفق عجاقة، فهو خسارة سوق العمل اللبنانية آلاف العمال السوريين، الذين تحتاج إليهم القطاعات الإقتصادية كافةً وخصوصاً القطاع الزراعي وقطاع البناء، لأن العامل اللبناني لا يقوم بكل الأعمال الحرفية.

ويتحدث عجاقة عن تأثير ثالث، إذ يتوقع ومع تحسن الأوضاع في سوريا واستقرار الحياة الإقتصادية فيها، أن يصبح التهريب معاكساً بين البلدين، إذ بدلاً من أن تكون عمليات التهريب تحصل من لبنان نحو سوريا ستصبح من سوريا إلى لبنان، ومن شأن هذا الواقع أن يؤثر طبعاً على الوضع الإقتصادي اللبناني.

إلاّ أن عجاقة يستدرك موضحاً أن هذه الإنعكاسات متوقعة فقط في حال رفعت واشنطن العقوبات عن سوريا، ونجحت السلطة الجديدة في استعادة ثقة المجتمع الدولي، لذلك ما من خطوات عملية إلاّ بعد تشكيل حكومة في سوريا وحصول انتخابات نيابية، لأن الوضع المعيشي في سوريا وفق ما ينقل نازحون سوريون، هو مأساوي والأزمات تسجل في كل المجالات من المحروقات إلى الغذاء إلى فرص العمل، وبالتالي، فإن عدم تحسن الوضع المعيشي في المرحلة المقبلة سيؤدي إلى رفع عدد النازحين الإقتصاديين إلى لبنان، ما سيُغرق لبنان بالأزمات.

ويخلص عجاقة إلى أن هذه الإنعكاسات متوقعة على المدى الزمني القصير، وأمّا على المديين المتوسط والبعيد، فيعتبر عجاقة أن إعادة إعمار سوريا ستُطلق نهضةً في سوريا وفي لبنان معاً، كون كلفة هذه العملية تقدر ب400 مليار دولار، وسيستفيد لبنان مباشرةً وبطريقة غير مباشرة من الإستثمارات والإعمار، حتى أنه وبمجرد حصوله على واحد بالمئة من مشاريع الإعمار، أي 4 مليار دولار، فإن هذا سيحرك العجلة الإقتصادية ويعيد نهوض الإقتصاد ويرفع النمو وسيأخذ لبنان إلى مكان مختلف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com