14 آذار… إلى الواجهة
“ليبانون ديبايت”
على الرغم من أن النظام السوري السابق لم يعد في الآونة الأخيرة لاعباً أساسياً على الساحة السياسية المحلية، إلاّ أن شراكة بشار الأسد مع “الثنائي الشيعي” على مدى السنوات الماضية، فرضت معادلةً سياسية وميزان قوى كان يرجِّح على الدوام مصلحة “الثنائي” ومحور الممانعة على مصالح كل الأطراف السياسية.
إنما ما تغيّر مع سقوط نظام الأسد، وعلى الرغم من استبعاد رئيس المجلس النيابي نبيه بري تأثيراته السلبية على لبنان، لا بدّ وأن تحضر أصداؤه في كواليس الحراك السياسي الدائر حالياً، من أجل انتخاب رئيس للجمهورية في جلسة كانون الثاني المقبلة.
إلاّ أن أوساطاً سياسية مطلعة، تركِّز على أن الحدث المتدحرج في سوريا والذي يشبه الـ”تسونامي”، سيطاول الساحة اللبنانية، وقد برزت مفاعيله سياسياً مع الإعلان عن سقوط نظام الأسد، من خلال عودة صورة قوى 14 آذار، في ضوء التقاطع السني – المسيحي في مقاربة هذا الحدث مقابل “تقوقع” شيعي.
والفارق الكبير بين صورة 14 آذار اليوم و14 آذار في العام 2005، تقول هذه الأوساط لـ”ليبانون ديبايت”، هو أن دمشق باتت من ضمن هذا الفريق وليست ضده، ولم تعد الداعم الأساسي ل”الثنائي الشيعي”.
ومن هنا، تتوقع الأوساط ذاتها، أن تكون لهذه الدينامية الجديدة، بصمات على المشهد السياسي اللبناني عموماً، خصوصاً وأن هذا المشهد الذي كان على تماسٍ مع إيران على امتداد العقود الماضية في سوريا، قد أصبح اليوم بشكلٍ أو بآخر على تماسٍ مع تركيا.
وعن انعكاس هذا الواقع على الإستحقاق الرئاسي، تؤكد الأوساط، أن الصورة لا تزال ضبابية، وبمعزلٍ عن كل ما يتمّ تداوله راهناً عن تقدم في مسألة الأسماء المرشحة للإنضمام إلى السباق الرئاسي، وهو ما يضع الجلسة الإنتخابية المقبلة في مدار المقاربات المختلفة والمتناقضة التي بدأت تشهدها الساحة الداخلية، لأكثر من عنوان وملف مطروح حالياً.