بين العزوف والعودة… التحولات السياسية تحاصر فرنجية
بين العزوف والعودة… التحولات السياسية تحاصر فرنجية
أصبح قرار رئيس تيار المرده، سليمان فرنجية، بشأن انسحابه أو استمرار ترشحه في السباق الرئاسي، محور اهتمام واسع بين الأوساط السياسية، خصوصًا في ظل المتغيرات الحالية التي تشهدها الساحة اللبنانية.
وفي هذا السياق، يرى المحلّل والكاتب الصحافي غسان ريفي، في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، أنه “بات أمرًا واقعًا أن يعلن رئيس تيار المردة، سليمان فرنجية، انسحابه من السباق الرئاسي، حيث سيعقد فرنجية لقاءً تكريميًا لعدد من كوادره الذين اهتموا بقضية النازحين، وسيُلقي خلاله كلمة، وبالتالي كل المؤشرات تشير إلى أن فرنجية سيعلن عزوفه عن الترشيح أو ربما تعليق ترشحه، لأسباب قد تُجبره على العودة إلى المعترك الرئاسي في حال قرّر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الترشح، وهو ما يخطط له الأخير”.
ويعتقد ريفي أن “فرنجية بات على قناعة بأنه لم يعد لديه حظوظ في الوصول إلى رئاسة الجمهورية، وهو ما سمعه من الثنائي الشيعي عبر النائب علي حسن خليل، الذي زاره قبل أيام وأبلغه بأن كل ما يمكن فعله قد تم، إلا أن التطورات السياسية الأخيرة، وسقوط نظام الأسد، بالإضافة إلى الانقسامات الداخلية والتدخلات الخارجية، قد أضعفت حظوظه”.
وعن مصير جلسة 9 كانون الثاني، يذكّر بأنه “في الجلسة رقم 12، كان هناك مرشحان للإنتخابات، فرنجية وجهاد أزعور، في تلك الجلسة، حصل فرنجية على 51 صوتًا، بينما حصل أزعور على 59 صوتًا، والآن بعد عزوف فرنجية عن الترشح أو تعليق ترشحه، لن تبقى هذه الكتل متراصة حول رأي واحد، فتكتل “التوافق الوطني” بدأ مشاوراته لاختيار رئيس، وبالتالي سيتفرّع الأمر إلى عدة خيارات واحتمالات، السنة المستقلون سيكون لديهم خيار، وكذلك النواب الأربعة الذين خرجوا من التيار الوطني الحر، الذين صوّت اثنان أو ثلاثة منهم لفرنجية، سيكون لديهم خيارهم أيضًا، وربما سيطرح الثنائي الشيعي خيارًا مختلفًا، كما حدث في انتخابات ميشال عون، عندما أعطى حزب الله أصواته لعون ولم يعطِ بري أصواته له، هذا الانقسام سيؤثر سلبًا على الانتخابات وعلى جلسة 9 كانون، إذْ لن يتمكن أي أحد من المرشحين الحصول على 65 صوتًا”.
ويشير ريفي، إلى أن “اليوم هناك إشارات دولية إيجابية تجاه قائد الجيش، العماد جوزاف عون، وهو يحتاج إلى توافقات محلية ووطنية، في الوقت نفسه، هناك إشارات إيجابية داخليًا حول العميد جورج خوري، تأتي من بعض التيارات السياسية، رغم أن دعمه الدولي لا يزال غير متوفر، كما أن المعارضة لم تدعم هذا التوجه حتى الآن، فإذا أثمرت التدخلات الخارجية والمشاورات الجارية في إقناع بعض التيارات السياسية بدعم قائد الجيش، أو تم كسر إطار الرفض من بعض التيارات السياسية تجاه العميد جورج خوري، فقد نكون أمام رئيس في جلسة 9 كانون، أما إذا استمر الوضع كما هو عليه، مع تعدد المرشحين وعدم تمكّن أي منهم من الحصول على الأكثرية، فإننا لن نصل إلى نتيجة إيجابية في هذه الجلسة”.