لا يزال المشهد الرئاسي ضبابياً… ماذا قال مسعد بولس لأصدقائه اللبنانيين
لا يزال المشهد الرئاسي ضبابياً… ماذا قال مسعد بولس لأصدقائه اللبنانيين
قد يكون هناك موقف أميركي وغربي بشكل عام يلتقي مع بعض الأطراف العربية الأساسية بأنه يفضل قائد الجيش جوزاف عون. ويبدو أن الجيش سيلعب دوراً أساسياً في هذه المرحلة. البعض يعتبر أنه يجب دعم قائد الجيش حتى يستطيع أن يلعب هذا الدور. كما أن العماد عون، خلال توليه قيادة الجيش ومن خلال أدائه وعلاقاته مع الجميع، أثبت أنه لديه القدرة على إيجاد تقاطعات وحلول مع الجميع. ولكن، هل نجاحه في مهامه يعني أنه يستطيع أن يكون رئيساً للجمهورية؟ البعض يعتبر أنه يستطيع النجاح، والبعض الآخر يرى أنه لن يتمكن من ذلك.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي سركيس أبو زيد، في حديث إلى “ليبانون ديبايت”، أن السياسيين اللبنانيين ينتقدون الحكم العسكري، وعندما تأتي الانتخابات ينتخبون قائد الجيش رئيساً منذ أيام فؤاد شهاب إلى اليوم، لأن الطبقة السياسية، برأيه، عاجزة فتلتجئ إلى العسكر.
أما عن تقاطع موقف جنبلاط مع موقف رئيس هيئة تحرير الشام أحمد الشرع (الجولاني) قبل زيارة سوريا، فيوضح أن الجولاني يرضي الأميركي، كما أن وليد جنبلاط علاقته جيدة بالأميركي. ولكن الأخير لم يكن بعيداً عن تأييد قائد الجيش حتى قبل كلام الجولاني، لكنه قالها اليوم بكل صراحة.
أما عن احتمال أن تسهل التسمية انتخاب الرئيس في جلسة 9 كانون الثاني، يلفت إلى أن الجلسة أمامها عدة عقبات، أبرزها أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب كان يريد أن تُجرى الانتخابات بعد شهرين. ومستشاره اللبناني، مسعد بولس، أعلن هذا صراحة.
وفي معلومات خاصة، يكشف أبو زيد أن بولس اتصل بكافة الأصدقاء من السياسيين وتمنى عليهم تأجيل الانتخابات بانتظار أن تهدأ الأمور في المنطقة ويكون ترامب قد دخل إلى البيت الأبيض، مما يؤكد رغبة ترامب وفريقه في التأجيل لاستشراف كيفية استقرار الوضع في سوريا والمنطقة، ويكون انتخاب الرئيس على أساس ما سترسو عليه الأمور.
أما لمصلحة من سيصب التأجيل، فيذكر أن كل الأطراف تراهن على المعطى الخارجي، فإذا فاز هذا المحور أو ذاك يفوزون معه. وبما أن الأمور لا زالت ضبابية، يتم المراهنة على الوقت.
وإذ يرى أن قائد الجيش في المرحلة الحالية هو الأوفر حظاً، وبما أن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على يقين أنه إذا وصل قائد الجيش فإن لا مكان له، وإذا جاء رئيساً قوياً فالقوات ستتحجم أكثر، لذلك يراهن على المماطلة والتطورات في المنطقة لعله وعسى يأتي هو رئيساً. فوفق الظاهر، أن جعجع يسوّق لنفسه، والجو القريب منه يعتبر أن جعجع رئيس لا محالة، لكن هذا الأمر يحتاج إلى ظروف إقليمية ودولية. لكن وفق ما حصل حتى اليوم من وقف لإطلاق النار والتطورات السورية، فلا مكان له في الرئاسة.
وعن احتمال أن يسير الثنائي الشيعي بقائد الجيش، لا يستبعد أبو زيد ذلك، لا سيما أن العلاقة مع قائد الجيش جيدة جداً.
وينوه برئيس مجلس النواب نبيه بري، معتبراً أنه أذكى زعيم لبناني تقليدي، وعلاقته مفتوحة على كافة القوى. والقوى الإقليمية والدولية تعرف القوة التي يتمتع بها، لذلك ترغب في أن تكون الصفقة أو التسوية معه. ولا يستبعد إبرام تفاهم ما بين الأميركي ونبيه بري وحزب الله الذي لن يقول “لا”.
ويربط هذه الموافقة، طبعاً، بما يمكن للأميركي أن يقدمه له من إغراءات، لا سيما في موضوع الجنوب واستيعاب عناصره في المؤسسات العسكرية.