اخبار محلية

كانوا قرب مكان اغتيال نصرالله.. ماذا كشف فلسطينيون عن “النزوح الصعب”

نشر موقع “العربي الجديد” تقريراً تحت عنوان: “فلسطينيو مخيم برج البراجنة يعودون من النزوح الصعب”، وجاء فيه: 

عاش معظم سكان مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين في بيروت تجربة الخوف والنزوح أثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان، إذ طاولت أضرار قصف الضاحية الجنوبية لبيروت وبرج البراجنة عدداً من البيوت في المخيم، وتسببت الشظايا في سقوط قتلى وجرحى أثناء استهداف أماكن مجاورة بصواريخ.

تقول أم حكمت، المتحدرة من بلدة البروة بقضاء عكا بفلسطين، لـ”العربي الجديد“: “بعد بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان بقينا في بيوتنا، لكن بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله شعرت بخوف شديد لأن بيتنا قريب من مكان الاستهداف، فقررت النزوح إلى طرابلس (شمال)، ومنها إلى مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين. تعذبنا أثناء النزوح، إذ أقمنا عند أناس لنا صلة بهم ولم نحصل على خدمات، ثم أعطانا جيران أقمنا عندهم فرشات وأغطية. عشنا أياماً صعبة”.

تتابع: “عدت إلى بيتي بعدما دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، ووجدته متضرراً، علماً أن بيتي لا زجاج فيه. لم تكن الأضرار كبيرة لكن كان إصلاحها صعباً لأن وضعنا المادي سيء. نظفنا البيت، وعدنا لممارسة حياتنا بشكل طبيعي، لكننا نعيش وضعاً نفسياً صعباً فنومنا لم يعد منتظماً، ونعيش في خوف دائم من أن يحصل أي شيء مفاجئ، خصوصاً أننا لا نزال نسمع أصوات الطائرة الإسرائيلية”.

وعن الوضع المعيشي والاقتصادي، تقول أم حكمت: “ارتفعت أسعار الخضار بشكل كبير، فسعر كيلوغرام البندورة صار 120 ألف ليرة لبنانية (1.4 دولار)، والخيار 110 آلاف (1.2 دولار)، والبطاطا 70 ألفاً (80 سنتاً). وفي ظل هذه الأسعار ماذا يفعل فقراء الحال، وكيف يتدبرون أمورهم، خصوصاً إذا كان عدد أفراد عائلاتهم كبير وعدم وجود عمل؟ تقدم مؤسسات وجبات وربطات خبز للناس لأشخاص معينين، ونتسلم من اللجان الشعبية ربطة الخبز المطبوع على كيسها اسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). لن أنزح مرة ثانية حتى لو تكرر العدوان. من يخرج من بيته يشعر بإهانة كبيرة”.

أيضاً تقول أم حنين، المتحدرة من بلدة سعسع، قضاء صفد بفلسطين، والتي نزحت من مخيم اليرموك في سورية إلى مخيم برج البراجنة: “بعد بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان، وتفجيرات أجهزة البيجر ثم اغتيال نصر الله تركت بيتي في المخيم، وهو قريب من نزلة العاملية، وتوجهت إلى بيت ابنتي في منطقة جبلية. وفي بداية أكتوبر/ تشرين الأول توجهت إلى مخيم نهر البارد حيث استأجرت منزلاً لم يكن صالحاً للسكن وأصلحته، وطلبت من أولادي الذين ظلوا عند أختهم أن يلحقوا بي إلى نهر البارد. وهناك عملت في مطبخ يقدم وجبات طعام للنازحين. وحين سرى وقف إطلاق النار عدت إلى المخيم، وفوجئت بحجم الدمار المحيط به لجهة العاملية، ووجدت في بيتي تشققات كبيرة، أما بيت ابني فتكسر زجاجه”.

تتابع: “صحيح أننا عدنا إلى المخيم لكنني لا أزال أشعر بخوف وقلق وعدم أمان. لا يزال طيران العدو الإسرائيلي يحلّق فوق رؤوسنا، ورغم ذلك يبقى البقاء في منزلنا أفضل من النزوح الصعب من مكان إلى آخر، وقد تعب الناس من التنقل”.

وبشأن الوضع الاقتصادي، تقول: “كانت الأمور صعبة قبل الحرب، وبعدها تأزم الوضع أكثر. من كان يعمل قبل الحرب بات بلا عمل، وارتفعت أسعار السلع الضرورية بشكل كبير، لذا لا بدّ من إيجاد آلية لمساعدة تقدمها أونروا والفصائل الفلسطينية لمساعدة الناس”.

بدوره، يقول عماد حمود، المتحدر من بلدة ترشيحا، قضاء عكا: “نزح أهلي وغالبية سكان المخيم إلى طرابلس، لكنني لم أتركه مع نحو 100 شخص، وصرت أبيع الكعك للأشخاص الباقين. عشنا لحظات خوف ورعب بسبب القصف الذي استهدف نصر الله، فنحن نسكن منطقة الصاعقة القريبة من مكان القصف، وحين كان الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف مناطق في الضاحية كنت أنزل إلى منطقة عين المريسة، وبعد انتهاء الضربات أعود إلى المخيم من جديد. وفي بعض المرات كان القصف يداهمنا، وكانت البيوت تهتز وقت الضربات، ما أدى إلى تصدع العديد من البيوت وتكسّر الزجاج. بيوت المخيم من الأساس ضعيفة وغير متينة، وسيظهر ذلك حين يبدأ الشتاء، وسنرى كيف ستدخل الأمطار إلى البيوت”.

يتابع: “بدأ الناس يصلحون بيوتهم على نفقتهم الخاصة، ولم تمسح أي مؤسسة أو وكالة أونروا الأضرار، وهو ما نطلب تنفيذه على غرار تقديم أي جمعية مساعدات للناس مثل جمعية “أمان” التي وفرت وجبات غذائية ونفذت أعمال تنظيف. لم يعد عدد كبير من أهل المخيم لأنهم لا يزالون خائفين من أن يتكرر العدوان، ووضع الناس في المخيم سيئ جداً، وقد سقط شهداء وجرحى أثناء دخولهم المخيم بالتزامن مع استهداف نصر الله”. (العربي الجديد)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com