“هروبٌ جماعي”… مقربون من الأسد فروا بعد “الهجوم الخاطف
أفادت مصادر متعددة أن تحالفًا من فصائل المعارضة شن هجومًا خاطفًا على الزمرة الحاكمة في سوريا، ما دفع الرئيس بشار الأسد إلى الفرار إلى روسيا في 8 كانون الأول 2024.
الهجوم جاء في وقت حساس، حيث كان الأسد يواجه ضغوطًا شديدة على مختلف الجبهات العسكرية والسياسية، وفقًا للمصادر، غادر الأسد عبر قاعدة حميميم العسكرية الروسية في غرب سوريا، برفقة عدد قليل من المقربين، بينهم منصور عزام، الأمين العام لشؤون رئاسة الجمهورية، ويسار إبراهيم، مستشاره الاقتصادي الذي يدير الإمبراطورية المالية للأسد.
أفادت تقارير وكالة الصحافة الفرنسية بأن بشار الأسد، الذي يعتبر الرئيس السوري المخلوع الآن، فرّ متخليًا عن معاونيه، حيث لم يصطحب معه سوى أقرب الأشخاص المقربين إليه.
ومن بين هؤلاء، كان منصور عزام، الذي يعتبر أحد كبار المقربين، وكذلك يسار إبراهيم، الذي كان يدير شبكة المصالح الاقتصادية التي كانت تدعم حكم الأسد. أيضًا، رافق الأسد زوجته أسماء، وفقًا لمصادر مطلعة، التي أكدت أن الأسد غادر مع “معاونه وأمين صندوقه”.
وأحد المفاجآت الكبرى كانت غياب شقيقه الأصغر، ماهر الأسد، قائد الفرقة الرابعة المكلفة بحماية دمشق، عن علمه بهروب الرئيس. بحسب ما أفادت مصادر عسكرية، توجه ماهر الأسد إلى العراق عبر مروحية، ثم استكمل رحلته إلى روسيا. وحسب مسؤول أمني عراقي، فقد وصل ماهر الأسد إلى بغداد في السابع من ديسمبر، حيث مكث عدة أيام قبل أن يغادر.
الهروب لم يقتصر على بشار الأسد وأقاربه فقط، بل شمل العديد من الشخصيات السياسية والعسكرية البارزة. من أبرز هؤلاء بثينة شعبان، المترجمة السابقة للرئيس حافظ الأسد والمستشارة السياسية لبشار الأسد، التي توجهت إلى لبنان ثم إلى أبو ظبي في ليلة 7 إلى 8 ديسمبر. كما فر كفاح مجاهد، قائد كتائب حزب البعث، على متن قارب إلى لبنان. كذلك، لجأ عدد من المسؤولين السوريين إلى مناطقهم العلوية في سوريا بعد الهجوم، مما يعكس فوضى واسعة في صفوف النظام.
كما أكدت مصادر متعددة هروب رجل الأعمال إيهاب مخلوف، ابن خال بشار الأسد، في السابع من ديسمبر، بعد محاولة فاشلة للفرار من دمشق. وقد أصيب شقيقه التوأم، إياد، أثناء الحادث، وفقًا لمسؤولين عسكريين. وبحسب بعض التقارير، فإن رامي مخلوف، الذي كان يُعتبر أغنى رجل في سوريا ورمز الفساد في عهد الأسد، موجود حاليًا في الإمارات بعد أن تم تقليص نفوذه بشكل كبير في السنوات الأخيرة.
في إطار التحركات الأمنية الدولية، كشف مسؤولو الإنتربول عن تلقي السلطات اللبنانية طلبًا من الشرطة الدولية لتوقيف جميل الحسن، مدير المخابرات الجوية السورية السابق. الحسن، الذي يواجه تهمًا تتعلق بارتكاب جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية، مطلوب لتورطه في قتل آلاف المدنيين السوريين باستخدام البراميل المتفجرة.
كما أصدر القضاء الفرنسي، الذي كان قد فتح عدة ملفات تحقيق ضد كبار المسؤولين السوريين، أحكامًا غيابية بالسجن مدى الحياة ضد اللواء علي مملوك، رئيس مكتب الأمن الوطني السوري، وجميل الحسن بتهمة التواطؤ في جرائم ضد الإنسانية.
شهدت مناطق في لبنان تحركات مكثفة لاستقبال المسؤولين السوريين الفارين، حيث دخل العديد منهم عبر الحدود اللبنانية، بما في ذلك غسان بلال، مدير مكتب ماهر الأسد، وكذلك رجال الأعمال محمد حمشو، خالد قدور، سامر الدبس، وسمير حسن، الذين كانوا مقربين من النظام السوري. وفي هذا السياق، أفادت مصادر لبنانية أن هؤلاء المسؤولين استفادوا من تسهيلات عبر المخابرات الروسية للوصول إلى قاعدة حميميم في سوريا، في إطار خطة للهرب إلى الخارج.
هذا الهجوم المفاجئ وتدهور الأوضاع الأمنية في سوريا يفتح بابًا لفهم الوضع العسكري والسياسي المتأزم للنظام السوري، خلال السنوات الماضية، تعرّض الأسد لضغوط شديدة من المعارضة المسلحة واحتجاجات شعبية كانت تزداد قوة في العديد من المناطق، خصوصًا مع تصاعد الهجمات في إدلب شمال سوريا، علاوة على ذلك، سحب المجتمع الدولي، بما في ذلك بعض حلفاء الأسد مثل روسيا، الدعم بشكل تدريجي، ما ساهم في انهيار القوة العسكرية والسياسية للنظام.