ما هو السؤال الذي لا يجرؤ أحد على طرحه بشأن فلاديمير بوتين
ما هو السؤال الذي لا يجرؤ أحد على طرحه بشأن فلاديمير بوتين
ذكرت صحيفة “The Telegraph” البريطانية أنه “في الأسبوع الأخير من العمل قبل عيد الميلاد، اجتمع زعماء الاتحاد الأوروبي في اجتماع قد يثبت أنه تاريخي، ولكن ليس للأسباب المضمرة. بقيادة كايا كالاس، رئيسة وزراء إستونيا السابقة ورئيسة السياسة الخارجية والأمنية المتشددة في الاتحاد الأوروبي، أكد الزعماء دعمهم لكييف. وأعلن رئيس المجلس أنطونيو كوستا أن “أوكرانيا وحدها يمكنها تحديد شروط السلام”، بينما أكدت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين على الحاجة إلى دعم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ملمحة إلى إحراز تقدم في محاولة أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي”.
وبحسب الصحيفة فإن “ما جعل القمة تاريخية لم يكن الوحدة التي عبر عنها الجميع، بل كانت الشقوق التي أعقبت القمة بسرعة. وقال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الذي كان لفترة طويلة شوكة في خاصرة محاولات صياغة موقف أوروبي متماسك بشأن روسيا: “داخل الاتحاد الأوروبي، ليس لديك إجماع، وإذا لم يكن لديك إجماع، فلن تتمكن من التصرف باسم المجلس الأوروبي”. وقالت فون دير لاين: “نحن بحاجة أيضا إلى معرفة المزيد في ما يتصل بخطط الإدارة الأميركية المقبلة على مستوى الاتحاد الأوروبي”.”
ورأت الصحيفة أن “هنا يكمن لب المسألة. فرغم التحذيرات التي استمرت لأكثر من عام من احتمالات وصول ترامب إلى سدة الرئاسة، فشلت أوروبا في صياغة استراتيجية قوية ومستقلة في عام 2024 أقل اعتمادًا على الولايات المتحدة. والآن، يظل مصير أوروبا، ومصير أوكرانيا، مرتبطا بحسن نية حليف قد يثبت قريبا أنه غير جدير بالثقة. ولذلك، قد ينظر المؤرخون إلى هذا الاجتماع باعتباره اعترافا من أوروبا بأنها لم تترك لنفسها خيارا سوى البحث عن معجزة احتفالية عبر الأطلسي، على أمل أن يتمكن دونالد ترامب قريبا من التوصل إلى اتفاق سلام موات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين”.
وتابعت الصحيفة: “لكن كل هذا يقوم على افتراض واحد ضخم، وهو أن روسيا سوف تأتي إلى طاولة المفاوضات بشكل هادف في أوائل عام 2025. ولكن لا أحد يسأل: ماذا لو لم تفعل؟ ونظرا لديناميكيات ساحة المعركة وأهداف موسكو، يزعم كثيرون بشكل مقنع أن بوتين سوف يستمر في شن الحرب طالما سمح له اقتصاده بذلك. وربما يتظاهر الكرملين بالتصالح في كانون الثاني، مدعيا الانفتاح على محادثات ذات مغزى، ولكن ماذا لو كانت مقترحاته غير مقبولة بالنسبة لأوكرانيا وحلفائها؟ في الواقع، هذا سؤال بالغ الأهمية يبدو أنه يتم تجاهله بالكامل تقريبا في أوروبا. وبالنسبة لأميركا، قد يكون الاختيار سهلا: الانسحاب. فماذا إذن بالنسبة لأوروبا التي فشلت في الاستعداد بشكل كاف لهذا السيناريو، ومع ذلك لا تستطيع أن تدع كييف تسقط؟”
هزيمة روسيا؟
وبحسب الصحيفة، “لا ينبغي للغرب أن يسعى إلى المفاوضات، بل يجب أن يسعى إلى هزيمة روسيا. وفي الواقع، إن الفشل في القيام بذلك يعكس استسلامًا خطيرًا مبنيًا على أفكار معيبة. ولكن، حتى لو استمرت المحادثات، فإن النتائج قد تكون قاتمة حقا. فقد ترفض روسيا المفاوضات بشكل قاطع، الأمر الذي يترك أوروبا غير مستعدة لتسليح أوكرانيا بشكل مستقل، في حين يمتنع ترامب عن تقديم الدعم. أو قد يتظاهر بوتين بحسن النية، فيطيل أمد المفاوضات في حين تستمر الحرب، فقط ليعرض صفقة رهيبة: التنازل عن الأراضي دون ضمانات أمنية ذات مغزى يمكن لأوكرانيا أو أوروبا قبولها”.
ورأت الصحيفة أن “التحولات الجيوسياسية الأخيرة، وأبرزها انهيار أحد أكثر الأنظمة وحشية في الشرق الأوسط، شجعت أولئك الذين يزعمون أن الدكتاتوريات تبدو قوية حتى تنهار فجأة. والواقع أن العواقب المترتبة على ذلك كبيرة حقا، وخاصة مع استعداد ترامب للعودة إلى البيت الأبيض، فهذا الرجل لا يدعم سوى الفائزين. وقد تدفعه هزائم روسيا الأخيرة إلى النظر إلى موسكو باعتبارها عبئا، وخاصة إذا دخل اقتصادها في حالة سقوط حر، كما يتوقع البعض. فقد بدأ الروبل بالفعل في التعثر، وأصبحت السلع الأساسية باهظة الثمن بشكل لا يطاق، وارتفع الإنفاق الدفاعي بشكل كبير، ولا يمكن أن يستمر هذا. ولكن هل قد يستمر طويلا بما فيه الكفاية؟”
وبحسب الصحيفة، فإن السيناريو الأفضل هو أنه إذا رفضت روسيا التفاوض بجدية، فقد يتغير السرد، مما يكشف عن موسكو، وليس كييف، باعتبارها العقبة الأساسية أمام السلام. وقد تكون هذه هي اللحظة التي تقرر فيها واشنطن مضاعفة دعمها لأوكرانيا، وتعزيز نفوذها في ساحة المعركة وإرغام موسكو على التفاوض بجدية. ولكن هذا هو السيناريو الأكثر تفاؤلاً، وحتى أنه ينطوي على حرب أطول وأكثر دموية. ولهذا السبب ثبت أن عدم إظهار أوروبا لقدرتها على دعم أوكرانيا ليس فقط للقتال، بل وأيضًا للفوز بشكل حاسم أمر كارثي للغاية”.
المصدر: خاص “لبنان 24”