بمثابة “كارثة كبيرة”… المصارف تبحث عن أزمة جديدة
بمثابة “كارثة كبيرة”… المصارف تبحث عن أزمة جديدة
عادت المصارف في لبنان إلى عادتها القديمة غير الصحية تجاه الوضع النقدي والاقتصادي، حيث اتخذت قراراً بمنح فوائد عالية على إيداعات الليرة “الفريش”، مما أثار استهجان العديد من المعنيين وطرح تساؤلات حول المخاطر المحتملة لهذه الخطوة.
ويصف رئيس جمعية صرخة المودعين، علاء خورشيد، هذه الخطوة بأنها “غير منطقية” ولا تصح نهائيًا، مؤكدًا أن “هناك شيئًا غير صحيح على الإطلاق، وقد لحق بالمواطنين الكثير من الخسائر ولم يعد بإمكانهم الاستمرار بهذه الطريقة”.
ويلفت إلى أننا “نعاني من أزمة أساسية، وما يحصل الآن هو بمثابة البحث عن أزمة جديدة، يجب أولاً حل الأزمة الحالية من خلال وضع خريطة طريق، ثم يتم تحريك الاقتصاد. الفكرة هي دائمًا تحريك الاقتصاد وهذا ليس خطأ، لكن الخطأ يكمن في وجود شوائب لم تتم معالجتها قبل الإقدام على خطوة جديدة”.
ويشدّد على أن “الفوائد العالية كانت أحد أسباب الأزمة السابقة، حيث كان المودع يضع أمواله في المصرف، ومن ثم، بدلًا من أن يتم استثمارها بشكل صحيح، كانت تُودَع في مصرف لبنان ويُعطى المودع فائدة تتراوح بين 2 و6% على الدولار، بينما كانت الفائدة على الليرة تتراوح بين 10 و12%، وكان المصرف يضعها في مصرف لبنان ويأخذ منها فائدة تتراوح بين 17 و18%. من كان يغطي هذه التكاليف؟”.
ويشير إلى أن “تفكير اللبناني خاطئ، ما يحدث الآن هو كارثة كبيرة، قد يكون هذا الأمر مبررًا في حال كان الوضع الاقتصادي في البلد أفضل أو في حال تحسن نحو الأفضل، وفي هذه الحالة يمكن أن تُحل الأمور، لكن مع عدم دخول الأموال إلى البلاد بسبب فقدان الثقة، يعتبر ما يجري خطأً كبيرًا، ونحن لا نقبله بتاتًا”.
وحول ما إذا كانت المصارف قد أتاحت للمودعين الذين لديهم ودائع بالليرة إمكانية سحب ودائعهم على سعر 15000؟ يوضح خورشيد، أن “عدد من قبل بهذا العرض كان قليلاً جدًا”، مؤكدًا أن “هذا كان يشكل خسارة كبيرة لهم، لكنهم كانوا مضطرين لذلك حيث لم يعد لديهم خيار وكانوا بحاجة إلى هذه الأموال للعيش”.