المهمة ستكون صعبة… الجيش أمام إستحقاقات كبرى

لم يكن الفيديو الذي بثه أبو مالك التلي بريئاً، بل أثار مخاوف اللبنانيين لأنه دعا المسلحين إلى الانتشار في الجرود عند الحدود مع لبنان، وبما أن اللبنانيين لم ينسوا ما حصل هناك حتى اليوم، فإن مخاوفهم مبررة، فهل من خطر لعودة المجموعات المسلحة لتستبيح القرى الحدودية مع سوريا؟ وهل سيتمكن الجيش من صدهم؟

يشير العميد المتقاعد فادي داوود، في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، إلى أن “التهديد هذا دائم ويمثل خطراً مستمراً، والدليل على ذلك هو ما أفصح عنه أبو مالك التلي، عندما شعر بوجود باب للدخول منه، حاول الاستفادة منه، وهو إذ يستنكر هذه الدعوة، داعيًا إلى تصحيحها رافضًا أن يتحدث عنها أحد بهذا المنطق”.

ويعتقد أن “الظروف العامة المحيطة بالمنطقة لا تدفع بهذا الاتجاه، إلا أن ذلك لا يمنع من الإقرار بوجود هذا الخطر، والذي يجب أخذ الحيطة منه وبالتالي التصدي له”.

وحول قدرة الجيش اللبناني على التصدي لمجموعات إرهابية قد تحاول الدخول إلى لبنان؟ يجيب داوود: “ستكون مهمة الجيش صعبة ودقيقة دون أدنى شك، فهو يتحمل حالياً مسؤوليات كبيرة، منها تطبيق القرار 1701، والإنتشار في الجنوب، إضافة إلى مهمة التصدي للإرهابيين في حال كانت لديهم نية للتحرك، كل هذه الأمور تقع على عاتق الجيش اللبناني”.

ومن هنا، يشدد على ضرورة “تطبيق القانون على أفراد الأمن الداخلي الفارين من الخدمة، فالجيش بحاجة إلى كافة طاقاته، وليس وحده فقط، بل عناصر الأمن الداخلي أيضاً الذين يتوجب عليهم تسلم مهماتهم من أجل أن يتفرغ الجيش اللبناني”، مؤكدًا على “قدرة الجيش اللبناني على التصدي لهذه المجموعات، فالشعب بأكمله سيكون إلى جانبه”.

ويكرّر داوود في ختام حديثه، أن “المهمة لن تكون سهلة، لكنها ليست مستحيلة، فالجيش أمام استحقاقات كبرى، وكذلك أمامه صعوبات وتحديات عليه أن يتحملها، ومن المؤكد أنه سيتحملها، بشرط توافر كافة عناصره”.