ناشط سياسي سوري يُثير جدلًا قديمًا… “لبنان في قلب الأطماع السورية”
ناشط سياسي سوري يُثير جدلًا قديمًا… “لبنان في قلب الأطماع السورية”
أثارت تصريحات الحقوقي والسياسي السوري هيثم المالح، خلال اليومين الماضيين جدلاً واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان، حيث اعتبر أن “لبنان جزء من الأراضي السورية ولا بدّ من أن يعود إلى سيادتنا وحكمنا”.
وفي تعليق على هذه التصريحات، يؤكّد المتخصص في التاريخ السياسي الدكتور عماد مراد، في حديث لـ “ليبانون ديبايت” أن “هذه التصريحات ليست جديدة، بل هي جزء من الخطاب التقليدي الذي يتبناه بعض المؤرخين والسياسيين السوريين تجاه لبنان، ولا يوجد حتى الآن موقف رسمي من سوريا حول ما يُقال”.
ويقول مراد في هذا السياق: “منذ انسحاب العثمانيين من الشرق الأوسط والمنطقة العربية وبدء الدول في رسم حدودها تحت إشراف فرنسا وبريطانيا، بدأ السوريون في رسم خريطة سوريا وضم لبنان إليها في عام 1918، وعندما انعقد المؤتمر السوري في عام 1919 لرفض الانتداب الفرنسي وإعلان الاستقلال، كان من أبرز المطالب ضم لبنان إلى سوريا، إلا أن المعارضة اللبنانية لهذا المشروع، التي كان يقودها البطريرك الياس الحويك، كانت أقوى من طموحات فكرة سوريا الكبرى وأقرب إلى فرنسا، وقد رضخت فرنسا لمطالب البطريرك الحويك بأن يكون لبنان دولة مستقلة تمامًا، دون أن يكون جزءًا من الدولة السورية”.
ويوضح أنه “بعد استقلال الدولتين (سوريا ولبنان)، صدرت عدة تصريحات سورية تؤكد أن لبنان جزء من سوريا، لكنها لم تتجاوز كونها تصريحات سياسية، ففي الفترة بين عامي 1946 (عام الاستقلال السوري) و1970 (عام وصول حافظ الأسد إلى السلطة)، كانت سوريا تمر بحالة من الاضطراب السياسي، حيث شهدت العديد من الانقلابات ولم تكن تركز على الملف اللبناني، ومع وصول الأسد إلى السلطة في 1970، عادت فكرة ضم لبنان إلى سوريا لتظهر مجددًا، ولكن هذه المرة تحت شعار “لبنان وسوريا دولتان، ولكنهما شعب واحد”، والمقصود في هذا الشعار أن لبنان جزء من سوريا، وكان يتم نشره في عدة أماكن”.
ويشير إلى أنه “منذ دخول الجيش السوري إلى لبنان في عام 1976 وحتى 2005، كان الهدف الرئيسي للنظام السوري هو ضم لبنان إلى سوريا، وقد تجسد هذا الطموح في التدخلات السورية في لبنان، لا سيما في تعيين رؤساء الجمهورية والوزراء، وكذلك تعيين مسؤولي المخابرات السوريين مثل رستم غزالة وغازي كنعان، كما كانت هناك معارضة لبنانية مستمرة لهذا التدخل السوري”.
وأمام كل ما ذُكر، يشدّد الدكتور مراد، على أن “تصريحات هيثم المالح الأخيرة لن يكون لها أي أبعاد خطيرة، وهي ليست موقفًا جديدًا، لطالما أن هناك تيارات في سوريا طالبت بضم لبنان، خاصة بسبب الموقع الجغرافي الاستراتيجي للبنان بالنسبة للعاصمة السورية دمشق، ومع سقوط النظام السوري، لا توجد أي خطورة حاليًا، إذْ أن السلطة الجديدة في سوريا، عبر تصريحات قائد الإدارة الحالية في سوريا، أحمد الشرع، اعترفت بلبنان كدولة مستقلة وأكدت أنها لا تتدخل في شؤونه الداخلية”.