عن كواليس الساعتين بين الدورتَين… وسرّ انتخاب عون
كتب داني حداد في موقع mtv:
انتُخب الرئيس العماد جوزاف عون بفعل تدخّلٍ خارجيّ، وما من أحدٍ من السياسيّين قادر على تعييره بذلك، خصوصاً أولئك الذين تجهّمت وجوههم حين دخل إلى القاعة العامّة أمس وألقى خطاب القسم التاريخي.
في ساعة متأخّرة من ليل الثلاثاء، حُسم أمر انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً. وُضعت، قبل ظهر الأربعاء، اللمسات الأخيرة على الاتفاق الذي كانت بدأت صياغته يوم الجمعة الماضي. اختار البعض أن يُظهر الأمر وكأنّه فُرض من الخارج، واستفاق البعض الآخر على الحرص على الدستور الذي انتهكوه، مرّات ومرّات. هؤلاء أنفسهم طلبوا، مراراً، تدخّل اللجنة الخماسيّة واجتمعوا معها، وبعضهم طلب منها دعم مرشّحين، وزار الدوحة أو باريس، وسعى إلى زيارة الرياض. وبعضهم ينام ويصحو خدمةً لمصالح إيران، ثمّ يحدّثك عن السيادة والدستور.
وفي الأمس، وتحت وقع انكسار فريق كان رافضاً، بشكلٍ قاطع، لانتخاب عون وتمسّك، لأكثر من عامين ونصف العام بترشيح سليمان فرنجيّة، حاولت أبواقٌ لدى حزب الله أن تحوّل، كالعادة، الهزيمة إلى انتصار، فكتبت عن شروطٍ فُرضت، في الساعتين الفاصلتين بين دورة الانتخاب الأولى والثانية، منها التزام الرئيس بعدم المسّ بسلاح الحزب، واختيار “الثنائي” اسم رئيس الحكومة والتزامه بإسناد حقيبة وزارة المال إلى وزير من الطائفة الشيعيّة، بالإضافة إلى تأمين تمويل إعادة الإعمار…
كلّ ما كتبه هؤلاء هو، باختصار، من بنات خيالهم، وهو خصب حين يتحدّث عن انتصاراتٍ وهميّة. لم يحصل شيءٌ مفصليّ في الساعتين الفاصلتين، وتحديداً في الاجتماع بين الرئيس عون وممثّلَي “الثنائي”. لم يلتزم جوزاف عون بشيء. لم يتنازل عن شيء. لا باع ولا اشترى. والدليل الأصدق على ذلك ما ورد في خطاب القسم، وفيه أكثر من سهمٍ موجّه نحو حزب الله وسلاحه وتقويضه للدولة لصالح الدويلة. هذا هو سرّ انتخاب عون، فقط لا غير، ومن دعمه، من الخارج، فعل ذلك لهذا السبب.
فما ورد في خطاب القسم يطيح بالأكاذيب كلّها التي حاول البعض تسويقها لحفظ ماء بعض الوجوه، بينما كانت لقطة من الكاميرا في القاعة العامّة لمجلس النوّاب لوجوه أعضاء كتلة الوفاء للمقاومة كافية لتختصر الواقع.
وجوهٌ عابسة، بينما ستُزرع على وجوه لبنانيّين كثيرين ابتساماتٍ عريضة في انتظار لبنان أفضل، نأمل أن يصنعه عهد الرئيس العماد جوزاف عون، والبداية من خطاب القسم، وفيه انتصارٌ لمنطق الدولة وهزيمة مدويّة لمن هم وراء أبواق الكذب والخداع…