اخبار محلية

هل سيقف عون في وجه ح ز ب الله

هل سيقف عون في وجه ح ز ب الله

ذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية أن وعد الرئيس الجديد، جوزاف عون، بتحقيق السيطرة الكاملة للدولة على السلاح، قد يكون نقطة تحول مهمة في تاريخ لبنان، إلا أن قدرته على الوقوف في وجه حزب الله ستظل العامل الحاسم في تحديد مسار البلاد خلال الفترة المقبلة.

وفي افتتاحيتها تحت عنوان “الآن هي لحظة حاسمة للبنان”، تناولت الصحيفة انتخاب جوزاف عون رئيسًا للجمهورية اللبنانية في يوم امس الخميس، مؤكدة أنه يعد أول رئيس للبنان في فترة شغور رئاسي استمر أكثر من عامين. انتخابه، بحسب الصحيفة، يعكس تراجع النفوذ الإيراني في لبنان وتناقص هيمنة حزب الله المدعوم من إيران، في وقت كانت البلاد بحاجة إلى قيادة تجلب الاستقرار.

وجاء تصريح الرئيس بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية قائلاً: “سأعمل على ضمان أن يكون حق حمل السلاح حصريًا للدولة، وأعد بإعادة بناء ما دمرته إسرائيل في الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت”، وأوضح عون أنه سيعمل على تحسين العلاقات مع الدول العربية، كما شدد على الفرصة التاريخية لإعادة العلاقات مع سوريا.


الصحيفة الإسرائيلية اعتبرت أن انتخاب جوزاف عون يمثل فرصة لبداية جديدة للبنان بعد سنوات من هيمنة حزب الله، إذ أنه كان من دون رئيس منذ عام 2022، مما جعل لبنان عاجزًا عن مواجهة نفوذ حزب الله بشكل رسمي. وكونه قائدًا سابقًا للجيش اللبناني، رأت الصحيفة أن عون قد يكون قادرًا على فرض سيطرة الجيش اللبناني على جنوب البلاد، بما يتماشى مع شروط وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، الذي سينتهي في 26 كانون الثاني الجاري.

وأشارت الصحيفة إلى أن عون إذا التزم بإحلال السلام في لبنان، وكان قادرًا على الوقوف في وجه حزب الله، فإنه قد يقود لبنان نحو استقرار طال انتظاره، ويعزز الهدنة الهشة الموقعة بين إسرائيل وحزب الله. وأضافت الصحيفة أن لبنان بحاجة الآن إلى حكومة فعالة يمكنها إقرار الإصلاحات الاقتصادية، في وقت تعتمد فيه البلاد على الدعم المالي الدولي.

واعتبرت الصحيفة أن الدعم المالي بات أكثر أهمية الآن من أي وقت مضى، خاصة في ظل الأضرار الهائلة التي تعرضت لها بيروت والجنوب اللبناني بعد الحرب. وأكدت أن هذا الدعم مرتبط بوجود حكومة شرعية قادرة على العمل وإجراء الإصلاحات اللازمة.

وفي سياق متصل، لفتت الصحيفة إلى ترحيب وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، بانتخاب جوزاف عون، حيث أشار إلى أنه يأمل أن يسهم هذا الانتخاب في تعزيز الاستقرار في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط. وكتب ساعر عبر وسائل التواصل الاجتماعي: “أهنئ لبنان على انتخاب رئيس جديد بعد أزمة سياسية مطولة، وأتمنى أن تساهم الانتخابات في تعزيز الاستقرار ومستقبل أفضل للبنان وسكانه وحسن الجوار”.

فيما نقلت قناة “كان” الإسرائيلية عن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، أن الانتخابات اللبنانية هي حدث داخلي ولا ينبغي التعليق عليها بشكل علني من قبل المسؤولين الإسرائيليين، ما يعكس حرص إسرائيل على الحفاظ على حيادها في هذا الشأن.

ورأت الصحيفة أن رسالة ساعر تُعد الطريقة المثلى لإسرائيل لإظهار رغبتها في استقرار لبنان والتعاون معه من أجل السلام، وهو أمر لم يشهده البلدان سابقًا.

وأضافت الصحيفة أن لبنان قد دخل مرحلة جديدة من تطور المشهد السياسي مع انتخاب جوزاف عون رئيسًا بعد فترة طويلة من الشغور الرئاسي. ورغم التحديات السياسية والاقتصادية التي يواجهها لبنان، فإن هناك أملًا في أن يكون هذا الانتخاب بداية لحقبة جديدة من الاستقرار.

وتطرقت الصحيفة أيضًا إلى تطورات الأوضاع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بعد الهجوم في تشرين الأول، مشيرة إلى أن الشعب اللبناني لم يكن هو من بدأ الهجمات على إسرائيل، مما يفتح الباب لتساؤلات حول دور حزب الله في المستقبل.

وأشارت الصحيفة إلى أن حزب الله، رغم الدمار الذي لحق به نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية، لا يزال يشكل تهديدًا رئيسيًا للبنان، لكن يظل السؤال قائمًا: إذا لم يكن عون قادرًا على مواجهة الحزب، فهل سيظل لبنان في حالة من الفوضى؟

وأكدت الصحيفة أن هذه هي الفرصة أمام جوزاف عون لإظهار جديته في تعزيز استقرار لبنان وتحسين الأوضاع في البلاد، سواء أمام الشعب اللبناني أو إسرائيل أو المجتمع الدولي، مشيرة إلى أن لبنان بحاجة إلى بداية جديدة بعيدة عن هيمنة حزب الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com