أهلا بكم في المطار

عدد مداخل الـ “باركينغ” إثنان “مفعّلان” من أصل تسعة، وواحد من “المخارج” فقط قيد الخدمة وثمانية في الإحتياط. إن اشتد ضغط السيارات الخارجة يفتح مسرب ثان لا أكثر. وبهذا “التكتيك” يكون المستثمر أزاح عن كاهله رواتب 21 موظفاً، إن احتسبنا أن المناوبة في “الكيوسك”، حيث يُدفع المتوجب على السيارة المركونة، هي 8 ساعات.
يلاحظ المتجول في باحات الـ “باركينغ” المعدّ لاستقبال 2350 سيارة وجود عدد من أحواض الزهور الخالية من أي زهرة أو وردة ما يدفع إلى السؤال الآتي: ألم يتوافر في جيب المستثمر 300 أو 400 دولار لإحياء أحواض برعمت فيها النفايات رغم وجود عمال النظافة على مدار الساعة؟ والأنكى إن العمال يجمعون نفايات الباركينغ في مستوعب مفخوت.
أهلا بكم في “باركينغ/ المطار” تجتاز الطريق باتجاه قاعة الوصول تستقبلك رائحة دخان السجائر ممزوجة بما تحمله نسائم الكوستابرافا . يطيب للشباب أن يدخنوا على الباب ونفث دخانهم في وجوه العائدين ومستقبليهم.
عندما يكون الإنتظار لساعات ثلاث، “تقطّع” بعض الوقت في المقهى الأكثر شهرة، بسبب أسعاره المتهاودة. درست الائحة المحدثة وهذه عينة: سندويش الجبنة بثمن فروج. كاسة الجيلو 4 دولارات كاسة الكاستر (البلاستيكية) 5 دولار، عبوة المياه بسعر قنينة فودكا… شكرت ربي أن ليس الوقت وقت “سانسيت” وإلا لدوبلت الأسعار بمعزل عن مجال الرؤية والإستمتاع.
لا مراحيض في صالة الوصول. اختار المهندس لها موقعاً مميزاً في طابق مخصص لمكاتب السفر. صباح الثلاثاء زحمة واضحة أمام “حمّامات الرجال” حيث اصطفت فصيلة من اليونيفيل أمامي. الدور بالنسبة إلى الـ “مزحوم” عقاب لا يستحقه لا عسكري ولا مدني. وأخيرا فُرجت ودخلت بعد عناصر الفصيلة وضبّاطها مطلقا شعار المطار الجديد: بوّل وبابك مفتوح. مغاليق أبواب المراحيض لا تستر عرضاَ رجالياً ولا طولا. لا مياه للتصريف. أعفيكم من التتمات. لكن لا أعفي المهندس فادي الحسن من مسؤولياته تجاه حاجاتنا البيولوجية داخل مطار رفيق الحريري الدولي.
وتلفت الداخل إلى قاعة التنفيس عن الكرب وجود نوافير مياه للشرب “مكيسة” بأكياس نفايات. إنها خارج الخدمة. أمر جيد لأن من سيفتح فمه ليرتوي سيشعر بغثيان مع مفعول رجعي.
بالعودة إلى ردهة الإستقبال لاحظتُ أن سلوك السوّاقين الباحثين عن لقمة العيش تغيّر؟إنهم يلاحقون طرائدهم من دون ضوضاء ، يتسللون إلى صفوف العائدين هامسين ” الحمدالله عالسلامة تاكسي ستنا؟” أو “وين بتحب وصلك حبيبنا؟” زمن سوق الخضار ولّى، كما أشبعت ناظريّ بمرأى لوحات أهلا بهالطلة وكادت الدمعة تطفر من عيني.
النظافة في قاعة الوصول غادرت منذ وقت طويل، في الزوايا المعتمة كراسٍ خرجت إلى التقاعد وحقائب منسية، وما خُفي أكثر بشاعة. في تجوالي الإضطراي أكتشفت أن آخر من أقفل مكتب وزارة السياحة نسي اللمبات مضاءة.
قبل ظهر الثلاثاء خرجت من ردهة الوصول مصطحباً أبني العائد من عاصمة النور بعدما ألقيت نظرة على الساعة فوق المدخل الرقم 3 وكانت تشير إلى 0.53 بتوقيت المطار.
عماد موسى-نداء الوطن