هل أنهت اسرائيل تصفية حسابها مع حزب الله

لا من جواب صريح ما إذا كان اغتيال القيادي في كتائب القسام، محمد شاهين المعروف بـ”أبو عماد”، مطلع الأسبوع الجاري هو الأخير في مسلسل الاعتداءات والخروقات الاسرائيلية على لبنان بخاصة ان حكومة نتنياهو عازمة على استكمال القضاء على قدرات حزب الله وتصفية قيادييه الفاعلين بما يشبه حرب تصفية حساب اخيرة. ويُتداول أن “أبو عماد” كان مقرباً من صالح العاروري، نائب رئيس حماس السابق، الذي اغتالته إسرائيل في بيروت مع بداية العام 2024، وهو مسؤول عن الاتصال والتنسيق مع حزب الله، الى جانب قيادته لإدارة عمليات حماس في لبنان.
وأيضاً ليس معلوماً ما إذا كانت اسرائيل ستلتزم بوقف نهائي لوقف اطلاق النار مع حلول موعد الانسحاب النهائي أمس، واندفاع الأهالي الى مداخل قراهم بمعيّة الجيش اللبناني الذي تقدّمهم وفتح لهم الطرقات في برج الملوك كفركلا الوزاني ميس الجبل، مارون الراس، حولا، بليدا، مركبا، العديسة وغيرها من قرى الحافة الأمامية داعياً إياهم الى التريّث بالدخول الى حين تمشيطه تلك المناطق وتطهيرها من مخلفات العدو الذي وصل به الأمر الى تفخيخ الجثث وترهيب الناس بشتى الطرق وإلقاء القنابل على حشد من الأهالي والصحافيين في كفرشوبا بعد عمليات تدمير وتجريف ممنهج واقتلاع شواهد أسماء القرى وأشجار الزيتون وسرقتها!
خلاصة ما وصل اليه يوم الانسحاب المنتظر في 18 شباط أمس، انه فتح الباب للديبلوماسية الفرنسية والاميركية والتوجّه عبر بيان صدر بعد اجتماع الرؤساء الثلاثة في قصر بعبدا الى “مجلس الامن الذي أقر القرار 1701
لمطالبته باتخاذ الاجراءات لمعالجة الخروقات وإلزام اسرائيل على الانسحاب”.
اسرائيل من جهتها، تتمسّك ببقاء جيشها في خمس نقاط استراتيجية سُمّيت بالتلال الحاكمة، وهي روّجت لهذا الوجود العسكري منذ إعلان الهدنة المؤقتة، واستحصلت على الضوء الاخضر الاميركي لذلك، في حين تشير المعطيات الى أنها أنشأت حزاماً أمنيا بعمق 5-8 كلم في العمق اللبناني.
اللافت أن اسرائيل لم تحدّد مدة بقائها في تلك النقاط الى جانب إجراءات عسكرية ولوجستية وبناء تحصينات وإنشاء مواقع عسكرية جديدة، واحدة أمام كل بلدة إسرائيلية حدودية وتحسين قدرات المراقبة، عبر زيادة عدد الكاميرات وأجهزة الرادار وأجهزة الاستشعار، وذلك لضمان شعور مستوطني الشمال بالامان والعودة الى منازلهم.