اخبار محلية

معركة كسر عظم في جونية: شقيق فرام في مواجهة شقيق الخازن

“ليبانون ديبايت”

تشهد مدينة جونية سباقًا انتخابيًا استثنائيًا، حيث تتحوّل الانتخابات البلدية إلى معركة سياسية مفتوحة على كل الاحتمالات، بعدما تبدّلت التحالفات وانقلبت موازين القوى في مشهد مختلف تمامًا عن الانتخابات السابقة. وفي ظل هذا المناخ المتوتر، يسجّل التيار الوطني الحر تراجعًا واضحًا في قاعدته الانتخابية، مقابل تقدّم القوات اللبنانية، التي تمكنت من تحقيق خرق استراتيجي إضافي عبر استقطاب النائب السابق منصور البون إلى تحالفها، بعد حصوله على وعد بتبنّي ترشيح نجله فؤاد على لوائحها في الانتخابات النيابية المقبلة.

هذا التطور عزّز موقع اللائحة الرباعية التي تضم القوات اللبنانية، النائب نعمة فرام، حزب الكتائب، ومنصور البون، في مواجهة لائحة ثلاثية تتألف من التيار الوطني الحر، النائب فريد الخازن، ورئيس البلدية جوان حبيش. لكن المعركة لا تقتصر فقط على الصراع بين اللوائح، بل تمتد إلى هوية رئيس البلدية المقبل، وهو ما يعقّد جهود تشكيل جبهة قوية في مواجهة تحالف القوات – فرام – الكتائب – البون.

العقدة الأبرز تكمن في التفاوض حول رئاسة البلدية. فالنائب فريد الخازن يتمسك بتولي شقيقه رشيد المنصب لولاية كاملة تمتد ست سنوات، بينما وافق الرئيس الحالي جوان حبيش، بعد جولات من المفاوضات، على مبدأ تقاسم الرئاسة بينه وبين رشيد الخازن، بحيث يتولى كل منهما ثلاث سنوات. إلا أن هذا الطرح لم يلقَ قبولًا لدى الخازن، ما أدى إلى تعثّر جهود النائب ندى بستاني في توحيد الفريق المنافس حتى اللحظة.

وأمام هذا التعثّر، برزت سيناريوهات جديدة، حيث لوّحت بستاني بإمكانية ترك الحرية لناخبي التيار الوطني الحر في التصويت، ما قد يصبّ في مصلحة اللائحة الرباعية ويمهّد لفوزها بفارق مريح.

لكن معركة جونية لا تتوقف عند حدود البلدية، إذ تشكّل هذه الانتخابات محطة رئيسية في السباق النيابي المقبل. فبالنسبة لبعض القوى، يُعتبر التحالف البلدي مدخلًا لتحالفات نيابية أوسع. فبينما ضمن البون إدراج نجله على لوائح القوات في انتخابات 2026، يشترط الخازن التزامًا بتحالف انتخابي نيابي من التيار الوطني الحر في دورة العام 2026، وليس مجرد تحالف ظرفي في الانتخابات البلدية، ما يضع شروطًا إضافية على الطاولة.

في المقابل، تتركز الأنظار على فيصل فرام، شقيق النائب نعمة فرام، الذي تفرّغ بالكامل لخوض هذه المعركة، واضعًا خبرته في عالم الأعمال في خدمة العمل البلدي. وقد اشترط تحالف القوات – فرام – الكتائب – البون أن يكون فرام رئيسًا للبلدية في أي مفاوضات تهدف إلى تشكيل لائحة توافقية تضم جميع القوى في جونية، ما يزيد من صعوبة التوصل إلى تسوية ترضي جميع الأطراف.

أما القوات اللبنانية، فتعتبر هذه الانتخابات فرصة لتعزيز حضورها السياسي وترسيخ نفوذها، ليس فقط عبر الفوز بالبلدية، بل من خلال إحكام قبضتها على اتحاد البلديات، ما يسمح لها بتكريس موقعها كلاعب أساسي في المشهد الكسرواني. ومع نجاحها في استقطاب منصور البون، تبدو القوات أكثر قدرة على قلب المعادلات، في معركة تتجاوز الحسابات المحلية لتتحوّل إلى اختبار سياسي شامل.

فهل ستتمكن اللائحة الرباعية من حسم المواجهة لصالحها، أم أن التيار الوطني الحر سيتمكّن من إعادة ترتيب أوراقه وخوض معركة استعادة التوازن؟ الأجوبة رهن الأيام المقبلة، التي ستحدد المسار النهائي لهذا السباق الانتخابي الحاسم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com