هذا ما أبلغته اسرائيل للبنان

هذا ما أبلغته اسرائيل للبنان
بات من الصعب كبح جماح اسرائيل في عدوانها على لبنان الذي تحول وفق مصادر وزارية الى ساحة مفتوحة شبيهة بالساحة السورية حيث تحدد الاستخبارات والاجهزة الامنية الاسرائيلية أهدافها بدقة قبل أن تشن عليها غارات لتدميرها. وتشير مصادر مطلعة على المباحثات الجارية بين لبنان واسرائيل عبر الوسيط الاميركي الى أن لجنة المراقبة الاميركية على اطلاع دائم بالتحركات الاسرائيلية وتعمل على تجنب سقوط المدنيين في حال كان هناك هدف في المرمى الاسرائيلي كما حصل في غارة الضاحية الجنوبية فجر يوم الثلاثاء. وتشير المصادر الى أن الجانب الرئاسي اللبناني أبلغ الوسطاء ان التمادي في التصعيد قد يؤدي بحزب الله الى اعلان التحرر من اتفاق وقف اطلاق النار والعودة الى ضرب المستوطنات الشمالية، مطالبا واشنطن بلجم اسرائيل والحد من فاتورة الخسائر البشرية.
ولكن ما هو مفاجئ بالنسبة للبنان الرسمي هو عدم اكتراث تل أبيب للمناشدات اللبنانية، حيث أبلغت حكومة نتنياهو الوسطاء بأن الرصد الجوي للمناطق اللبنانية وتحديدا تلك التي ينشط فيها حزب الله سيكون على مدار الساعة ولن تتأخر السلطات الأمنية بتوجيه سلاح الجو لتنفيذ غارات على أهداف تُعد خطيرة بالنسبة للجانب الاسرائيلي كتلك التي أعلن عنها في الساعات الماضية. ويزعم الجانب الاسرائيلي أن حزب الله لا زال نشطا في القرى الجنوبية حيث تخشى السلطات الامنية من أي سيناريو مشابه للسابع من أوكتوبر قد يقوم به الحزب كردة فعل على اغتيال قادته وعلى رأسهم السيد حسن نصرالله. وتؤيد واشنطن المطلب الاسرائيلي بذريعة أن حماس ظلت لسنوات في قلب الحصار في غزة وهي تخطط وتدرس كيفية الرد على اسرائيل، وبالتالي فان فكرة بقاء حزب الله ولو بهامش صغير في القرى الجنوبية أو في الضاحية والبقاع غير وارد بالنسبة لتل أبيب التي تواصل عملها على الارض وفي الجو لتعقب الجناح العسكري في حزب الله.
اما الجناح السياسي في الحزب فبدا محاذرا في تصريحاته وأكثر واقعية في ظل الخسائر الكبيرة التي مني به، فالحاج علي عمار الذي أكد أن الحزب على أهبة الاستعداد للمواجهة عاد وأكد أن ما جرى لم يصل الى مستوى “الحرب” مذكرا بمعادلة “الصبر الاستراتيجي” التي اختبرها الحزب في هذه الحرب وباتت حملا ثقيلا على القاعدة الشعبية. وتعزز هذه التصريحات عمق الخلاف بين الجناحين السياسي والحزبي حيث بدا البعض يتحدث عن براغماتيكية الشيخ نعيم قاسم مقابل اصرار القيادات العسكرية بعد استشهاد السيد حسن نصرالله على التصرف كمجموعات غير منضبطة ترسم الخطط وتسعى الى تنفيذ عمليات عسكرية معقدة، لاسيما من قبل قيادات الصف الاول التي لم تطالها الغارات الاسرائيلية وهي من الرعيل الاول ولا تتقيد بالقرارات الحزبية القيادية.
ad
ثمة مؤشرات تؤكد أن اسرائيل في معرض التصعيد عبر عمليات اغتيال لقادة عسكريين في الحزب وقد أبعدت عن دائرة الاستهداف القيادات السياسية، لأن الخلاصة العسكرية تؤكد أن القوة السياسية تأتي من الجناح العسكري وعندما يضعف الاخير يفقد الاول أي مقومات الاستمرار.