ماذا يعني تدمير إسرائيل المنازل الجاهزة جنوباً
بدا واضحاً من خلال استمرار احتلال القوات الاسرائيلية للمواقع الاستراتيجية جنوباً، وإحكام سيطرتها بالنار على المناطق المواجهة، واستهدافها لكوادر وعناصر حزب االله، ومواقعه في اي بقعة كانت، وقيامها بقصف اي محاولة لاعادة اعمار منازل المواطنين المدمرة من ابناء هذه المناطق، وصولا لقصف واحراق حتى المنازل الجاهزة منها، التي حاول البعض الاستعانة بها، لتأمين سكنه، او تحويلها الى محال تجارية ومصدر رزق له، لاستحالة اعادة بناء منزله، لارتفاع التكلفة ماديا، او لوجود عوائق وصعوبات عديدة، بذريعة انها تتبع لحزب االله، ان هناك قراراً اسرائيلياً، بمنع اهالي هذه المناطق الجنوبية من اعادة بناء منازلهم في الوقت الحاضر، بالرغم من التوصل الى اتفاق وقف اطلاق النار بين لبنان واسرائيل، منذ السابع والعشرين من شهر تشرين الثاني الماضي.
تُظهر الاعتداءات الاسرائيلية، بما لا يقبل الشك، ان اعادة اعمار ما هدمته الحرب بين اسرائيل وحزب الله وفي الجنوب تحديدا، بمبادرة فردية كانت او بدعم من حزب االله، او ضمن عملية اعادة اعمار حكومية شاملة، لن تكون ممكنة، في ظل استمرار ضبابية تعاطي الدولة اللبنانية، مع مشكلة سلاح حزب االله، وعدم حل هذه المشكلة جذرياً،بتسلم الدولة لهذا السلاح على جميع الاراضي اللبنانية، وليس في منطقة جنوب الليطاني فقط، كما يحاول بعض قادة حزب الله ونوابه تفسيره في مواقفهم وتصريحاتهم من وقت لاخر.
لم يعد ممكناً امام الدولة والسياسيين عموما، تجاهل الممارسات والاعتداءات الاسرائيلية، بمنع المواطنين من اعادة اعمار منازلهم بمبادرة فردية، في كثير من الاحيان، وحتى استهداف المنازل الجاهزة ايضا، وكأنها لا تشكل عائقا اساسيا، امام عملية اعادة الاعمار ككل، بل يجب الاخذ بعين الاعتبار مايحصل من جميع الجوانب، والبدء منذ الان بالتحرك واتخاذ الاجراءات المناسبة، لازالة الاسباب التي تتذرع بها اسرائيل، تفاديا لهدر مزيد من الوقت وتسهيل المباشرة بعملية اعادة الاعمار.
دلالات ومؤشرات الاعتداءات الاسرائيلية للسلطة اللبنانية ولحزب االله، بمنع اعادة الاعمار جنوبا، لا تحتمل التفسير او الاجتهاد، بل واضحة كل الوضوح، ومفادها ان قرار عملية اعادة الاعمار، لن تحصل على سياق ما تم سابقا، وضمن الاسس نفسها التي استغلها الحزب، لاقامة التحصينات، ومستودعات الاسلحة والانفاق وما شابه، لتهديد المستوطنات الاسرائيلية مرة جديدة، وانما ضمن اسس، وشروط جديدة، مطلوب من الدولة اللبنانية القيام بها،اولها بسط سلطة الدولة على كل اراضيها، ونزع سلاح حزب الله في مقدمتها.
فهل يكون قرار اعادة اعمار الجنوب هذه المرة، منوطا بالاستجابة للمطالب الاسرائيلية في ظل التفوق العسكري المتاح لها، ام يكون للادارة الاميركية تاثير فاعل، يعيد جانبا منه للبنان؟
الديار – معروف الداعوق
