Uncategorized

الجميّل: لا نختبىء تحت سابع أرض

الجميّل: لا نختبىء تحت سابع أرض

أكد رئيس حزب الكتائب اللبنانية، النائب سامي الجميّل، خلال إحياء الذكرى الخمسين لانطلاق المقاومة اللبنانية، أنّ ما تحقق هو “انتصار لقضية المقاومة اللبنانية، وانتصار نهائية الكيان اللبناني على مشاريع الضم والدمج، وانتصار لبنان على كل المحتلين وعلى مشاريع التوطين والوطن البديل، وانتصار سيادة الدولة على الدويلات، والهوية اللبنانية على محاولات تغيير وجه لبنان”.

وشدّد الجميّل في كلمة ألقاها من عين الرمانة، بالقرب من تمثال الرصاص، على أنّ “هذا الانتصار هو انتصاركم، أيها المقاومون، أحياءً وشهداء، وننحني اليوم أمام إيمانكم وتضحياتكم”. وأضاف: “نجتمع اليوم من خزان المقاومة اللبنانية لنجدّد القسم، ونقول: لبنان أولًا، وسيادة لبنان أولًا، وكرامة لبنان أولًا”.

وقال: “من البداية لم نكن نريد فتح جراح الحرب. نحن أكثر من يعرف بشاعة الحرب، لأننا نعرف قيمة الموت، وبكينا على أهلنا وإخوتنا، وسقط لنا أكثر من 5513 شهيدًا. الجزء الأكبر من قصتنا هو قصة مقاومة دفاعًا عن لبنان. جئنا اليوم لنقول هذه القصة كما هي، لمنع التزوير الذي بدأ في سنة 1990 من قبل النظام السوري وحلفائه، ولنكرّم أبطالنا ونأخذ العبر حتى لا تتكرر الحرب”.

واستذكر الجميّل بدايات الحرب، معتبرًا أن الحديث عن “حرب أهلية” يختصر الحقيقة: “نسمع عن حرب أهلية وكأن اللبنانيين جنّوا وأطلقوا النار على بعضهم البعض، لكن الحقيقة أن مقاومتنا لبنانية بوجه الغريب، بوجه الفلسطيني والسوري. كان هناك احتلال فلسطيني، وقد حذّر الشيخ بيار من مخطط التوطين، وعطّلوا الدولة والجيش. وتبيّن لاحقًا أن هناك مشروعًا حقيقيًا لاستبدال فلسطين المحتلة بلبنان كوطن بديل”.

وكشف أنّ “الدولة تخلّت عنا. أبلغنا الرئيس سليمان فرنجية أنه غير قادر على حماية المناطق، وكذلك الجيش اللبناني. هل كان المطلوب منّا أن نسلّم ضيعنا وأبناءنا؟ بل دافعنا عن أنفسنا وخضنا معارك مشرفة دفاعًا عن بيوتنا. لم نواجه لبنانيين إنما معسكرات غريبة، وصمدنا وأسقطنا مخطط الوطن البديل”.

وفي معرض حديثه، قال الجميّل إن الجيش السوري دخل لاحقًا وتصرف كمحتل، مشيرًا إلى أن “التصادم بين الجيش اللبناني والجيش السوري بدأ مع حصار ثكنة الفياضية، وتبيّن أن حافظ الأسد يريد السيطرة على لبنان. انتقلت المواجهات إلى زحلة والدوار، ومن هنا نسأل: كيف يمكن وصف هذه الحرب بأنها أهلية في حين أن شهداءنا سقطوا في مواجهة الغريب؟”

وتابع، “لم يكن طموحنا أن نقاتل لبنانيًا، بل أن نقاتل الغرباء. تمنينا أن يقف جميع اللبنانيين إلى جانبنا، لكن للأسف هذا لم يحصل. مقاومتنا لم تكن همجية بل دفاعية. لم نكن نريد الحرب، لكن عندما أبلغتنا الدولة بأنها عاجزة عن الدفاع عنا، دافعنا عن أنفسنا، ولم يُترك لنا خيار آخر”.

وأشار الجميّل إلى أن “معارك المقاومة كانت دفاعًا عن أرضنا، ولم نذهب إلى الحرب بل هي من جاءت إلينا. نحن أهل عين الرمانة، وشكا، والأشرفية، وصنين، والدكوانة، وزحلة. الحرب وصلت إلينا واستشهد أبناؤنا في شوارعهم وأحيائهم”.

وأضاف بدعوة الدولة اللبنانية إلى الاعتراف بتضحيات المقاومين: “حان الوقت أن تعترف الدولة بأبطالها، وتعترف بمن أعطى حياته في سبيل وطنه. وأي مواطن دافع عن أرضه في وجه الغريب يجب أن يُعلّق له نيشان”.

ولفت الجميّل الى، انه “حان الوقت لأن يقتنع حزب الله وبأسرع وقت ممكن بأن لا بديل عن الدولة وان يسلم سلاحه كما فعل غيره”.

وتوجه إلى اللبنانيين قائلًا: “تعالوا نفتح صفحة جديدة، لقد أضعنا فرص بناء البلد، ومن حقّنا أن يكون لكل واحد رأيه، ولكن واجبنا أن نحمي بعضنا البعض وبلدنا. وواجبنا أن نضع أنفسنا تحت سقف الدولة، وأن نفتح الصفحة الجديدة ونواكب مسار التجدد الحاصل على صعيد فخامة الرئيس والحكومة. العالم ينظر إلينا ليساعدنا بعد أن نتحمل مسؤولياتنا، وهذه فرصة تاريخية لبناء بلد لأولادنا ولمستقبل الأجيال”.

وختم الجميّل بالقول: “لا نختبئ تحت سابع أرض ونرسل شبابنا إلى الموت. فقيادات الكتائب استشهدت قبل شبابها، ونحن اليوم نحمل أمانة دمائهم وتضحياتهم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com