تفش جديد للحمى النزفية في دولة عربية .. وخبيران يكشفان عوامل الخطر
تفش جديد للحمى النزفية في دولة عربية .. وخبيران يكشفان عوامل الخطر
تفشٍّ جديد للحمّى النزفية في العراق يهدد الصحة العامة والثروة الحيوانية، دفع الحكومة لقرار بعقد دوري لاجتماعات لجنة تضمّنت خبراء محليين ودوليين لمحاصرة المرض، بعد ارتفاع الإصابات إلى 377 حالة.
يوضّح خبيران عراقيان في مجالي الصحة العامة والزراعة لموقع “سكاي نيوز عربية” ما وراء التفشي الخطير للمرض، وفرص انتقاله من الحيوان للبشر ومن البشر للبشر، وطرق الوقاية في غياب وجود اللقاح.
جاء في بيان لوزارة الصحة نقلته وكالة الأنباء العراقية (واع)، أن “وزير الصحة صالح مهدي الحسناوي، ترأس اجتماع اللجنة الوطنية العليا للسيطرة على الحمى النزفية، بحضور مسؤولين من وزارات الصحة والبيئة والإسكان والبلديات والداخلية وجهاز الأمن الوطني والجهات السيادية المعنية، إضافة لممثل عن منظمة الصحة العالمية في العراق”.
مرض متوطّن
الدكتور شيرزاد علي، أستاذ طب المجتمع والصحة العامة، يلفت بداية إلى أن حمى القرم أو الحمى النزفية من الأمراض المتوطنة في العراق منذ الإعلان عنه عام 1979.
عن طرق انتقاله بين الكائنات الحية يوضح:
- ينتقل للإنسان من حشرات القراد وحيوانات الماشية، وينتقل من إنسان لآخر نتيجة الاتصال المباشر بدم الشخص المصاب أو إفرازاته أو أعضائه أو سوائل جسمه الأخرى، وقد يصل معدل الوفيات إلى 40%.
- أظهرت دراسات أن الأغنام والماشية الدائم تربيتها في العراق موبوءة بأنواع القُراد.
طريقة تعاملنا مع طفرات الإنفلونزا المنتشرة
أعراض هذا المرض، حسب شيرزاد علي:
- الحمى، وآلام العضلات، والدوخة، وآلام الرقبة، وتيبس الأعضاء، وآلام الظهر، والصداع، والتهاب العيون والحساسية للضوء.
- هناك أعراض قد تظهر في بداية الإصابة، مثل القيء، والإسهال، والشعور بالغثيان، والتهاب الحلق، وتقلبات حادة في المزاج، أو بدلا من ذلك قد يتملك المصاب الشعور بالنعاس والتراخي والاكتئاب.
- الحالات الخطيرة قد تتعرض لتدهور في وظائف الكلى أو فشل كبدي أو رئوي مفاجئ بعد اليوم الخامس.
وسائل الوقاية مع غياب اللقاح
لا يوجد أي لقاح لهذا المرض، ورغم ذلك، ينصح الطبيب العراقي بخطوات يقوم بها الإنسان والحكومة للحد من الإصابة، ومنها:
- ارتداء ملابس واقية لها أكمام وسراويل طويلة، وتكون فاتحة اللون لسهولة اكتشاف القراد عليها.
- فحص الملابس والجلد، وكذلك حظائر الحيوانات والخيول، بانتظام لاكتشاف القراد.
- استخدام مبيدات كيميائية معتمدة لقتل القراد.
- ارتداء القفازات والملابس الواقية أثناء التعامل مع الحيوانات وأنسجتها في أماكن توطن المرض، وأثناء الذبح في المجازر والمنازل.
- فرض الحجر الصحي على الحيوانات قبل دخولها المجازر، أو الرش المنتظم للحيوانات قبل الذبح.
- وللحد من انتقال العدوى من الإنسان إلى الإنسان، نتجنّب الاتصال الجسدي المباشر بالمصابين، مع ارتداء القفازات والملابس الواقية عند رعايتهم، والمداومة على التطهير.
خطة متكاملة
الدكتور عادل المختار، المستشار السابق للجنة الزراعة في البرلمان، يتحدث عن أهمية “البرامج المتكاملة” لمحاصرة المرض، وتتضمن الوقاية والرقابة والمتابعة.
ويضرب أمثلة:
- بالنسبة إلى حظائر المواشي، فهي تحتاج إلى برامج تطهير وتعقيم بإشراف بيطري دائم، مع منع الذبح خارج المجازر.
- القطاع البيطري عليه التفتيش دوريا على أماكن تربية الحيوانات.
- تنشيط العيادات البيطرية لمواجهة الانهيار الحيواني.
مشددا على ضرورة عمل كل ما يمكن لمحاربة المرض، يذكِّر المختار بأن الثروة الحيوانية تعاني في الأساس من الجفاف وقلة الأعلاف، ودخول عامل آخر يهددها يضعها في خطر كبير.
عمل جماعي
خلال الاجتماع المذكور، تحدث وزير الصحة عن “العمل الجماعي للسيطرة على الإصابات، والتوعية المجتمعية، والتثقيف الصحي، ومنع الذبح العشوائي، ومراجعة المواطنين للمؤسسات الصحية في حال ظهور الأعراض”.
أعلن تسجيل 377 إصابة (منذ مطلع العام)، لافتا إلى أن الوفيات بلغت 14% من الإصابات، وهي “دون المستويات العالمية المحددة”.
ستواصل اللجنة عقد اجتماعاتها الدورية لمتابعة المستجدات، مع تأكيد استمرار عمل الفريق الحكومي، وفق الوزارة.
سبق أن صرح متحدث باسم الوزارة بأن عام 2022 سجل 212 إصابة بينها 27 وفاة.