شيء ما يُعد … والمفاجآت آتية لا ريب فيها…
فاطمة شكر – الديار
سنةٌ مضت على تفجير مرفأ بيروت، التفجيرُ الكارثة ، التفجيرُ الذي غيّر معالم لبنان، وغدا غصةً في القلب، ودمعةً في العين. لا كلام يصفُ مدى الحزن والألم الذي سببه تفجيرُ الرابع من آب من العام الماضي، ولا كلام أيضاً يصفُ وقاحة الطبقة الحاكمة والقوى السياسية التي حتى هذه اللحظة لم تتقدم خطوةً واحدةً الى الأمام في التحقيقات، لا بل وعودٌ من هنا وهناك، ولا تطبيق أو تنفيذ لأي قرارٍ يُعيدُ جزءاً بسيطاً من حقوق الناس المظلومة، وكأن ما حصلَ في اليوم المشؤوم أمرٌ طبيعيٌ أو عادي. كان من المفترض أن «يفرط» لبنان ، هذا ما كانت تريده بعضُ الدول الخارجية، وهذا ما سعت إليه ويستغله خونة وعملاء الداخل ، إلا أن حكمة البعض في لبنان جعلت الأمور ممسوكة نوعاً ما، بغض النظر عن الاعتداءات المتفرقة والفوضى والتكسير وقطع الطرقات،
وآخرها كمينُ خلدة الذي فاحت منه رائحة الموت، بعد أن قامت العصابات والخلايا النائمة بالاعتداء على الأبرياء وقتلهم لتتكشف حقائق واضحة بأن كل الخلايا الإرهابية النائمة سوف تصحو من ثباتها بإشارةٍ واحدةٍ من دولةٍ عربيةٍ خليجية همها وهدفها الوحيد إشعال الحرب الطائفية في لبنان، فكان ردُ حزب الله على ما جرى الحكمة والصبر والوعي وضبطُ جمهوره. كل هذا يأتي في سياق ردة الفعل على الحرب الواسعة التي تخاض على الحزب منذ سنوات والتي لم تجدِ نفعا، لا بل واختراع ملفاتٍ جديدة من أجل اتهامه بكل ما يجري في لبنان من انهيار مالي وأمني.
حكومياً، حربٌ من نوعٍ أخرى بدأت تظهرُ بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي،
إنها حربُ الكراسي وتوزيعُ الحقائب الوزارية التي كرّسها زعماء الطوائف، فصارت عرفاً وحقاً لأنها ما « بتلبق
« إلا لطائفة دون الأخرى ولزعيمٍ سياسي دون الآخر ،
فنحنُ أي الشعب اللبناني لا ندري ما إذا كان توزيع الوزارات على الطوائف والإصرارُ عليها صار عرفاً أم شرطًا أم حقًا،
وكأن البلدَ يعيشُ نعيماً ليس بعدهُ نعيم وبحبوحةً لا مثيل لها.
وفي التفاصيل فقد عادت عقدة وزارة الداخلية والعدل الى الواجهة،
و ظهر التجهمُ على وجه الرئيس المكلف نجيب ميقاتي عقب خروجه من اللقاء الذي جمعه مع الرئيس عون يوم الاثنين الفائت
و الذي حسم خلال تصريحه بأنه لن ينتظر طويلاً إذا لم تتسارع خطوات التشكيل.
مصدرٌ مقربٌ من ميقاتي جزم أن لا إرادة حقيقية عند كل الأطراف تدفعهم الى تشكيل الحكومة الإنقاذية،
وتابع المصدر أن ميقاتي صار أقربُ الى الاعتذار نتيجةً للعقد التي عادت الى الواجهة حول المقاعد الوزارية،
واشار المصدر الى أن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل يسعى من خلال تدخلاته في توزيع الحقائب الوزارية
الى تعويم نفسه خلال هذه المرحلة والتي تمهدُ بشكلٍ فعلي للانتخابات القادمة في ربيع عام 2022.
من ناحيةٍ أخرى أكدَّ مصدرٌ سياسيٌ مقرب من «بيت الوسط» أن الأجواء الحكومية غير إيجابية
و أن لا حكومة في الأفق، مضيفاً أن الوضع السياسي سيتأزمُ يوماً بعد يوم، وأن لبنان دخل مرحلة الخطر الحقيقية،
وأن اقتراحات الرئيس عون حول المداورة في المقاعد الوزارية في هذه المرحلة الحساسة التي تعيشها البلاد
كانت كفيلةً بنشوء خلافٍ بينه وبين ميقاتي، ودفع عجلة التشكيل الى الوراء بشكلٍ فعلي.
بات واضحاً أن لبنان سيعيشُ أياماً أكثر صعوبةً إذا لم يشكل ميقاتي حكومته خلال أيام ،
وسنكون أمام مرحلةٍ خطرةٍ ستعمُ فيها الفوضى التي تسعى اليها بعضُ الدول وتمولها أيضاً،
فهل ستتعظُ القوى السياسية وكل الأطراف وتجنّبُ لبنان مرحلة الخطر الذي بدأ يدقُ كل الأبواب !!!