“اللّي تلقّح قبل أشهر “زَمَط” و”اللّي عم يتلقّح هلّق وبعدين”… “رح يِنْلِقِحْ”!؟
بقلم أنطون الفتى – أخبار اليوم
بما أننا في بلد الفوضى على كل المستويات، نسأل عن أحوال اللّقاحات المرتبطة بمكافحة جائحة “كوفيد – 19″، في تلك الحالة؟
فإذا كانت صلاحية الملايين من الجرعات في الثلاجات، في جميع أنحاء العالم، أوشكت على الانتهاء، بحسب بعض التقارير، و(إذا كان) الملايين من جرعات اللقاحات التي تمّ تطويرها بسرعة قياسية، تسير “بهدوء” نحو انتهاء الصلاحية، فما هو حال اللقاحات في لبنان؟
نحو 200 ألف جرعة من لقاح “أسترازينيكا” في هولندا، على وشك الانتهاء، فيما تمّ التخلُّص من 73 ألف جرعة لقاحات في بولندا، بموازاة إعادة نحو 160 ألف جرعة من لقاح “سبوتنيك”، من سلوفاكيا الى روسيا، بعدما شارفت صلاحيتها على الانتهاء. بينما نحو 800 ألف جرعة، تنتهي صلاحيتها قريباً، في ولاية نورث كارولاينا الأميركية وحدها، بحسب بعض التقديرات.
ولمواجهة خطر هدر مئات الآلاف من الجرعات في الولايات المتحدة، سارعت “إدارة الغذاء والدواء” مؤخراً، الى تمديد تاريخ انتهاء صلاحية لقاح شركة “جونسون آند جونسون”.
وإذ يؤكّد خبراء في المجال الطبّي أن تواريخ انتهاء الصلاحية، وتأخير نقل اللّقاحات بين البلدان، تتسبّب بمشاكل، أشار الخبير في سلاسل التوريد للرعاية الصحية في مركز التنمية العالمية، براشانت ياداف، الى أن لا أحد يتتبّع الجرعات مُنتهية الصلاحية بشكل منهجي.
وأوضح الأستاذ في كلية الطب بجامعة “جورج تاون”، جيسي غودمان، لـ “واشنطن بوست”،
أنه مع “تقدُّم الجرعات في العُمْر، قد لا تولّد الإستجابة المناعية نفسها”.
وهذا الأمر ينطبق بشكل خاص على اللقاحات التي تعمل بتقنية “mRNA”، مثل “موديرنا” و”فايزر”.
شدّد مصدر طبي على أن “المشاكل موجودة في لبنان منذ وقت طويل،
إذ لا قدرة لدينا على مراجعة فاعلية أي شيء، ولا على إجراء اختبارات،
لأن دور المختبر المركزي غير موجود أصلاً، وفي ظلّ وضع اقتصادي صعب.
فضلاً عن أن لا أحد يُمكنه أن يضمن وضع اللّقاحات في البلد حالياً، أو مستقبلاً،
في ظلّ انقطاع الكهرباء. ومن تلقّى لقاحه قبل أشهر، وقبل بَدْء أزمة الكهرباء والقطاع الطبّي،
وضعه أفضل من الذين يتلقّونه وسيتلقّونه حالياً ومستقبلاً، مع الأسف”.
ولفت في حديث لوكالة “أخبار اليوم” الى أنه “إذا كانت دولة مثل هولندا، التي تُعتبَر من الدول الأولى أوروبياً في مختلف المجالات، تجد صعوبات في شأن اللّقاحات، فلا بدّ من الإعلان عن أن الوضع في لبنان شديد الصّعوبة.
ولكن الموت بسبب “كوفيد – 19” يقع في المرتبة الثالثة أو الرابعة، في سُلَّم أسباب الوفيات في لبنان حالياً،
مهما أُظهِرَ عكس ذلك، لأنه (الموت) يكثر لأسباب أخرى. فوضعنا الصحي العام يقترب الى ما هو موجود في الدّول المنكوبة”.
وأوضح المصدر:”لا نزال قادرين على الحفاظ على بعض المعايير، لا سيّما على صعيد القدرة على إجراء العمليات الجراحية،
والسيطرة على الإلتهابات الجرثومية، وعلى معالجة الحالات الطارئة والصّعبة، بنسبة مقبولة.
ولكن الوضع يتّجه الى مزيد من الصّعوبة، بسبب الشحّ في العنصر الطبي والتمريضي الشاب والفاعل الذي يُهاجر،
بالإضافة الى الشحّ في المحروقات، وانقطاع الكهرباء، وانقطاع الأدوية. فخلال أشهر،
سيدخل لبنان مرحلة انعدام القدرة على معالجة المرضى”.
وختم:”دخولنا الفلك الدوائي السوري والإيراني يتوجّب دعمه بالقدرة على إجراء اختبارات فعلية،
وذات مصداقية، حول تلك الأدوية. فالخطورة كبيرة، ولا دخل لهذا الأمر بالسياسة،
خصوصاً في ظلّ غياب أي مرجعية محلية صالحة للبتّ بتلك الأمور”