خرقٌ كبير” يطال خطوط “حزب الله” الخلفية.. هؤلاء يهدّدونه بشدّة!
التحدّي الأكبر الذي يواجهه “حزب الله” في ظل المواجهة الحالية ضد العدو الإسرائيلي يرتبطُ بإمكانية وجود “جوقة جواسيس” تُلاحق عناصره في الجنوب. المسألةُ هذه ليست عادية أو عابرة، فالأمرُ خطيرٌ جداً ومن الممكن أن تكون ساحة الحزب “مخروقة” حقاً، وبالتالي يكون تنفيذ مُخططات ضدّها أمرا واردا حتماً.
خلال الخطابين اللذين ألقاهما في غضون الأسبوع الأخير، الأول يوم 3 تشرين الثاني الجاري والثاني أمس السبت، لم يتطرّق الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله إلى المخاطر التي تُهدّد الحزب في الجبهة الداخليّة. طبعاً، الحديث عن هذا الأمر لن يكون علنياً، لكن المتابعة ستكونُ حثيثة في الكواليس، وهذا ما يجري فعلياً.. فما الذي يجري في الوقت الرّاهن؟
حالياً، يعملُ “حزب الله” على نطاقين محوريَّين: الأول وهو عسكريّ على الجبهة ضد إسرائيل، في حين أنَّ النطاق الثاني يرتبطُ بالخطوط الخلفية له، وتحديداً في بيئته الحاضنة.
في ما خص النطاق الأول، فإنّ الحزب يعي تماماً قواعده وحيثياته، كما أنهُ يُدرك طريقة إدارته لمسار العمليات المتصاعدة التي يُنفذها كونه هو الذي يرسم خطوط التحرك العسكري ضدّ إسرائيل إنطلاقاً من الجنوب.
في المقابل، يأتي التركيزُ على النطاق الثاني والمُتمثل بـ”تطهير” الجبهة الداخلية من العناصر المدسوسة التي قد تُشكل مأزقاً للحزب في ظل الحرب القائمة. هنا، وعند هذا الصعيد، يسعى “حزب الله” إلى فرض سيطرته الأمنية في مختلف قرى ومناطق الجنوب، والسبب هنا يعود إلى أن الوضع الحالي يسمحُ لأي جهة بالتحرّك بحرية ضمن الجنوب كون الطرقات غير مقطوعة، كما أنّ إمكانية الإنتقال إلى الكثير من المناطق الحدودية هو أمرٌ سهل وغير ممنوع. لهذه الأسباب، يرى الحزب أن “ظهره” قد يكونُ مكشوفاً في حين أنّ إمكانية ضبط الوضع قد تحتاجُ إلى الكثير من الجهود، فالساحة كبيرة للخروقات. وإنطلاقاً مما يجري، وتفادياً لأي خطرٍ كبير على الجبهة، يلجأ الحزبُ حالياً إلى خوض “حرب أمنية” من نوع آخر للجم الجواسيس قدر الإمكان وتأمين ساحة الجنوب.
في إطار التطبيق الميدانيّ، دأبَ الحزبُ مؤخراً على اعتماد عناصر ميدانية تنتشرُ في كل زاوية ضمن الجنوب. هدفُ تلك العناصر هو مُراقبة أيّ حركة غريبة ومُساءلة أي شخصٍ يتمّ الإشتباه به عن هويته وسبب تحركاته. المسألة هنا قد يُفسرها البعض على أنها “أمنٌ ذاتي”، لكن الحزب يعتبر هذا الأمر بمثابة “حقّ له”، كون الطامحين لخرقه كُثر وبالتالي لا يجب منحُهم تلك الفرصة.
السوريون.. التحدي الأكبر
الأهم هو أنه وبعد إنتهاء أزمة التوتر في الجنوب، بات يجدر على “حزب الله” الضغط أكثر في سبيل عودة النازحين السوريين في لبنان إلى بلدهم الأُم. هؤلاء، لعبوا دوراً غير جيد في أكثر من محطة ضمن توتر الحدود، وتقولُ معلومات “لبنان24” إنَّ مختلف المناطق الخاضعة لنفوذ “حزب الله ” وحركة “أمل” في الجنوب فرضت تدقيقاً كبيراً على تحركات السوريين فيها خوفاً من وجود جواسيس في صفوفهم.
إزاء كل ذلك، من الممكن أن يُصبح تحرك الحزب ضد الوجود السوري أمراً واجباً عليه. في الوقت الحالي، هؤلاء شكلوا ضغطاً أمنياً عليه، وبالتالي هناك معالجة يجب أن تفرض نفسها على أرض الواقع. إلا أنه في الوقت نفسه، وإن لم ينجح الحزب في تطويق ذاك الوجود، عندها من الممكن أن يبادر إلى إتخاذ إجراءات لاحقاً تكون أكثر تأثيراً وشدة من الإجراءات السابقة، وهذا ما ينتظره سكان معظم المناطق الجنوبية حقاً.
أحد المواطنين في بلدة عدلون يقول لـ”لبنان24″ إنَّ الحزب مُطالب بمعالجة مسألة السوريين كونها تضغط بقوة على الوضع، مشيراً إلى أن تقييد حركة هؤلاء أمرٌ مطلوب كون هناك إمكانية لبروز جواسيس في ما بينهم خصوصاً أثناء تحركاتهم خلال فترة الليل”.
الخوف الأكبر هو أن يستغل بعض السوريين مقتنياتهم لممارسة أعمالهم الإستخباراتية، مثل الدراجات النارية التي تدخل عُباب الأحراج والجبال. المسألة هنا ليست عادية، ومن الممكن أن يعي “حزب الله” مدى خطورتها ويقوم بمعالجتها فوراً.
إذاً، وبكل بساطة، ما يجب أن يحصل على صعيد الجواسيس والسوريين يجب أن يفرض نفسه بقوة على الساحة.. هنا، بات مطلوباً من أبناء الجنوب أن يبادر نواب “حزب الله” لاحقاً للمطالبة بحلول تشريعية وحكومية بملف النازحين.. فهل سيتحقق هذا الأمر بسهولة؟ وهل سيكون هذا الأمرُ محوراً أساسياً لعمل الحزب سياسياً خلال وقتٍ لاحق؟