“السيناريو الأسوأ”: ضوء أخضر أميركي لإسرائيل
“السيناريو الأسوأ”: ضوء أخضر أميركي لإسرائيل
أكثر من مؤشرٍ بدأ يتوالى في الميدان على جبهة الجنوب في الآونة الأخيرة، على أن خطر الحرب يُحدق بلبنان وليس فقط بالمنطقة الحدودية الجنوبية التي اشتعلت ولو بقيت العمليات محصورةً ضمن القواعد المعروفة بقواعد الإشتباك، وذلك بالتوازي مع تصاعد وتيرة التهديدات الإسرائيلية والنصائح والرسائل الغربية بالإلتزام بالقرار 1701. فهل تُنذر موجة التصعيد الأخيرة بتوسيع رقعة الحرب؟
عن هذا السؤال يجيب السفير السابق في واشنطن رياض طبارة، الذي يرى أنه وعلى الرغم من التهديدات الأخيرة ل”حزب الله” وللبنان، من الصعب فتح الجبهة الجنوبية أو اندلاع حربٍ.
ويجزم السفير طبارة في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، أن الهدف الإسرائيلي وكذلك الأميركي، يتركز على تأمين منطقة شمال إسرائيل، معتبراً أن أي خطوة باتجاه تصعيد العمليات الإسرائيلية، تستلزم قراراً أميركياً ليس متوافراً في اللحظة الراهنة، وبالتالي، وعلى الرغم من التصعيد الأخير، وبما أن إسرائيل تستفيد من الدعم العسكري الأميركي، وطالما أن واشنطن لم توافق على إشعال الجبهة بشكل كامل، فلن يتطور الوضع أكثر مما هو حاصل اليوم.
وانطلاقاً من هذه القراءة، لا يتوقع طبارة ، أي تغيير في لغة التهديد كما في الإعتداءات، التي ستبقى وفق الواقع الحالي أي القصف والغارات المحدودة.
وعن احتمالات الحرب الشاملة أو السيناريو الأسوأ الذي يجري الحديث عنه، وفق ما سبق وحذر منه وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط بالأمس، يؤكد طبارة أن إسرائيل لا تستطيع توسيع رقعة الحرب من دون ضوء أخضر أميركي، وإلاّ ستكون في مواجهة واشنطن التي لا تزال حتى اللحظة تدعمها.
ويشكّك طبارة بقدرة إسرائيل على الإنشغال بجبهة جديدة، خصوصاً وأنها استعانت بالدعم العسكري وبالبوارج الأميركية من أجل معركة غزة، وبالتالي كيف ستخوض أكثر من معركة وعلى عدة جبهات، إذ أن معركتها مع حركة “حماس” التي تملك 40 ألف مقاتل، قد دفعتها لإقامة جسر جوي للتزود بالأسلحة من الولايات المتحدة الأميركية، وبالتالي فإن الحرب مكلفة، وفيما الإدارة الأميركية تدعم العدوان على غزة، إلاّ أنه بالنسبة للبنان، فالوضع مختلف، وواشنطن تعارض أي ضربة إسرائيلية للبنان.
ولا يُغفل طبارة الإشارة إلى أن الرغبة بالإنتقام، هي التي تتحكّم بالسياسات الإسرائيلية، ولذلك فإن خطر الحرب الشاملة وارد بسبب اتجاهات المتطرفين في حكومة الحرب الإسرائيلية، ولكن إذا حصلت، فلن يربح أي طرف بمعنى أن ما من طرف قادر على تحقيق الربح.