ماذا ينتظر إسرائيل بعد مشهد “الأسرى العراة”
ماذا ينتظر إسرائيل بعد مشهد “الأسرى العراة”
أضاف جيش العدو الإسرائيلي إلى سجل “انتهاكاته” في الحرب الدائرة على قطاع غزة، تصوير أسرى فلسطينيين وهم شبة عراة، في مشهد قد يُحمل تل أبيب مسؤولية قانونية دولية، وفق خبير قانوني.
وعبرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن قلقها إزاء الصور، قائلة على لسان جيسيكا موسان، مستشارة العلاقات الإعلامية في الشرق الأوسط عبر بيان، إن كل المحتجزين والمعتقلين يجب أن يعاملوا بطريقة إنسانية وبكرامة وفقا للقانون الإنساني الدولي.
وفي وقت سباق، علق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري، على الصور التي تظهر قوات إسرائيلية تعتقل عشرات الفلسطينيين في قطاع غزة، معصوبي العينين وعرايا عدا عن ملابسهم الداخلية، وقال خلال مؤتمر صحفي، الخميس، إن الجيش يحقق في ما إن كان المعتقلون يرتبطون بحركة
حماس.
لكن على جانب آخر، ذكرت منظمات حقوقية ومصادر فلسطينية أنهم مدنيون اعتقلوا من مراكز لإيواء النازحين في القطاع.. فكيف ينظر القانون الدولي لما حدث؟
الأسرى في القانون الدولي
- حسب المادة الخامسة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، لا يجوز إخضاع أحد للتعذيب ولا للمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو الحاطَّة بالكرامة.
- تنص المادة السابعة من الاتفاقية الدولية الخاصة بالحقوق المدنية والسياسية على أنه “لا يجوز إخضاع أحد للتعذيب وللمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة”.
ويضيف خبير القانون الدولي، الدكتور أيمن سلامة، على ما سبق، أن اتفاقية جنيف الثالثة لمعاملة أسرى الحرب والمعتقلين الصادرة عام 1949، تحظر أن تقوم الدولة التي تأسرهم إذا كان من شأن ذلك التصوير أن “يحط من قدرهم واعتبارهم، ويمس شرفهم وكرامتهم ،ويهينهم بصورة مذلة”.
وفي حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”، يوضح سلامة، وهو أحد المشاركين في تحديثات اللجنة الدولية للصليب الأحمر بخصوص أسرى الحرب، أن بعض الدول تصور الأسرى لـ”أغراض دعائية”، مثل إذلالهم وتشويه سمعتهم باعتبار أنهم استسلموا ولم يستمروا في القتال، وقد يكون بغرض “ابتزازهم”، للحصول على معلومات.
وتصوير الأسرى في حد ذاته يشكل نوعاً من “التعذيب النفسي” بتعبير سلامة، لافتا إلى أنه بتحول البعض إلى “أسرى حرب”، فإنهم يُعدوا “جماعة بشرية ضعيفة معرضة للأخطار”، شأنهم في ذلك شأن النساء والأطفال واللاجئين أثناء النزاعات المسلحة، وفق القانون الدولي الإنساني الذي أفرد لـ”أسرى الحرب” قوانين للحماية.
مسؤولية دولية
وتطبيقاً لما سبق على حالة تصوير إسرائيل الأسرى الفلسطينيين وهم عرايا، يقول الخبير القانوني إن المسؤولية الدولية عن هذا الأمر تتوزع كالتالي:
- الدولة الإسرئيلية تتحمل المسؤولية المدنية التعويضية.
- القادة والضباط الإسرائيليون يتحملون مسؤوليتهم الدولية الجنائية الفردية.
ويهدد استمرار إسرائيل في اعتقال فلسطينيين في غزة والضفة الغربية المكاسب التي حصل عليها الفلسطينيون خلال الهدنة الإنسانية المؤقتة التي استمرت لمدة 7 أيام بين إسرائيل وحركة حماس، من 24 تشرين الثاني الماضي إلى صباح 1 كانون الأول، حيث تضمنت إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل وعشرات الرهائن الإسرائيليين والأجانب المحتجزين لدى حماس.
ويسمى إطلاق سراح أسرى ثم اعتقال آخرين محلهم بـ”تدوير الاعتقالات”، وقال نادي الأسير الفلسطيني، نهاية تشرين الثاني، في بيان، إن حصيلة الأسرى في الضفة الغربية ارتفعت منذ بدأت الحرب الحالية في 7 تشرين الأول إلى أكثر من 3290 معتقلا في الضفة الغربية.
وفي تقرير سابق، قال الخبير العسكري الروسي فلاديمير إيغور لـ” سكاي نيوز عربية”، إن هدف إسرائيل من الاعتقالات الجديدة هو تبديل المعتقلين أو إيجاد بدلاء للمفرج عنهم؛ بمعنى أن تفرج عن أسرى بموجب الهدنة مع حماس مقابل اعتقال آخرين؛ وبذلك فعدد المعتقلين يظل كما هو أو يزيد في سجونها؛ لإرضاء الرأي العام الإسرائيلي، وممارسة ترهيب للفلسطينيين.