هوكشتاين قدم للبنان مغريات اقتصادية
ساعات معدودات أمضاها كبير مستشاري الطاقة في البيت الأبيض والمبعوث الاميركي اموس هوكشتاين فيبيروت، أجرى خلالها رقما قياسيا من اللقاءات التي توزعت بين المقرات وصولا إلى صالونات مطار رفيق الحريري في رحلتي الإياب والذهاب.
وأوضح مصدر لبناني لـ «الأنباء»، ان «هوكشتاين أعاد تركيز المرجعية الاميركية للبتّ في الملفات التي تعنى بلبنان، وان زيارته لها علاقة بالمعطى الجدّيّ عن قرب التهدئة في غزة، واللقاء الأساسي الذي شهد طرحا لكل العناوين كان مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي يمتلك تفويضا مطلقا من حزب الله للتفاوض باسمه والوصول إلى النتائج التي يراها مناسبة، مما يعني ان محادثات هوكشتاين مع بري تعني مفاوضات مع توأم لحزب الله اي مع الحزب نفسه».
وقال المصدر ان هوكشتاين «قدم مغريات اقتصادية لها علاقة بضمانات اميركية لاستجرار الغاز من مصر والكهرباء من الأردن، اي استثناء لبنان من عقوبات قانون قيصر المفروض على حكومة سورية، والتسريع بعمليات التنقيب في البحر اللبناني، وهو الوعد الذي قطعه هوكشتاين للتشجيع على ترسيم الحدود البحرية، وعند حصول الترسيم لم ينفذ اي من الوعود، فكان السؤال اللبناني هل ما انطبق من وعود على البحر سينطبق على البر؟».
وأقر المصدر بحنكة هوكشتاين الديبلوماسية وقدرته على الوصول إلى حلول واشار إلى ان «النقاط التي يرتكز اليها المبعوث الأميركي من اجل التوصل إلى تسوية على الحدود بين لبنان واسرائيل، تستند بمعظمها إلى معادلات ثنائية، متقابلة ومحكمة، بحيث لا يمكن لأي طرف التنصل منها، او تجزئتها، أو خرقها، وهو قاربها في خلال زيارته السريعة من الزوايا التالية:
اولا: العمل على اقناع الطرفين (اسرائيل وحزب الله) بحجم وقوة التهديد الذي يشكله كل منهما للآخر.
ثانيا: افهام ذات للطرفين ان مصلحتهما المشتركة هي في عدم توسيع الحرب لان توسعها سيعني حربا اقليمية مدمرة.
ثالثا: ابلاغ الطرفين المعنيين انه لا عودة للسكان الذين نزحوا من منازلهم، من دون وقف القتال والالتزام به».
ولفت المصدر إلى ان «هوكشتاين الذي يتمتع بخبرة في المفاوضات، اكتسبها بعد الاتفاق على الترسيم البحري. استنسخ ذات طريقة التفاوض والمعادلات التي اعتمدها في تجربته في إدارة التفاوض البحري ويسعى إلى اسقاطها على التثبيت البري، لجهة انه في الترسيم البحري كانت نقطة الارتكاز والضعف لدى الطرفين هي آبار الغاز في البحر، أما حاليا في الاتفاق البري المرتقب، فإن نقطة الارتكاز والضعف هي السكان على طرفي الحدود، اي لا عودة للسكان من دون امن واستقرار مستدام، وهذا يشكل ضغطا كبيرا على اسرائيل ولبنان معا».
وأكد ان «هوكشتاين لن يتأخر في العودة إلى المنطقة بمجرد الاعلان عن هدنة شهر رمضان في غزة، لاقتناص الفرصة والبدء في جولات التفاوض في الناقورة بحضور اميركي، وأيضا عبر الجولات المكوكية بين تل ابيب وبيروت».
داود رمال – الانباء