اخبار محلية

“الجسم اللبناني اللبّيس” دفع أوروبا الى التفكير بالمليار يورو

بمعزل عمّن ينتقد المبلغ الأوروبي الموعود  للبنان بقيمة مليار يورو، مقابل ضبط تدفّق الهجرة غير الشرعية الى أوروبا عبر الشواطىء اللبنانية. وبموازاة الكمّ الهائل من الاعتراضات السياسية وغير السياسية عليه، لا بدّ من الإشارة الى أن المسؤولين الأوروبيين يزورون الأطراف اللبنانية كافة، ويستقبلونها في بلدانهم، ويستمزجون أفكارها في “الشاردة والواردة” منذ سنوات طويلة، وهو ما يعني أن ما من مسؤول أوروبي كان سيكلّف نفسه عناء زيارة  لبنان، وعرض أي نوع من المبالغ على الدولة اللبنانية مقابل بعض الشروط المتعلّقة بملف النزوح السوري، لولا “الجسم  اللبناني اللّبّيس” لأي شيء مقابل المال، ولولا أن هناك قبولاً من كل الأطراف اللبنانية لأي مشروع مقابل المال والمال والمال، وذلك بحسب خبرات أوروبية ودولية سابقة بمستوى العمل السياسي في  لبنان.

من ينتقد ولماذا؟

وبالتالي، من ينتقد من؟ ومن ينتقد ماذا؟ ولماذا؟ على الأرجح، أن كل الأطراف المحلية تبحث عن حصص مضمونة لها من كل شيء، حتى تخفّض صوتها “الانتقادي” لمبلغ المليار يورو. ولولا أن الأسطر السابقة تحوي ولو بعض الحقيقة (على الأقلّ) لكنّا رأينا سلوكيات أخرى تجاه النازحين السوريين في المناطق اللبنانية كافة.

العمالة السورية

فقد بُحَّت الأصوات المُطالِبَة بملاحقة كل من يوفّر وظائف لأولاد النازحين السوريين، وبمنعهم من ذلك، خصوصاً أنها لا تليق بأولاد يجب أن يكونوا في المدارس أصلاً، وليس في الدكاكين أو الكاراجات و…

كما بُحَّت الأصوات المُطالِبَة بعدم السماح بهذا الكمّ الهائل من العمالة السورية، حتى في القطاعات التي تحتاج الى عمالة أجنبية، وذلك منذ سنوات. وأما النتائج التي رأيناها ونراها على مدى سنوات أيضاً، فهي أن مختلف أنواع المحال والمتاجر والدكاكين… ممتلئة بالعمالة السورية “من دون وعي”، حتى تلك التابعة لأشخاص ينتمون الى أحزاب وتيارات سياسية تحذّر من خطر النزوح السوري بشكل يومي، فيما تنصرف أحزابهم وتياراتهم الى الحديث عن هذا الملف بأوراق “ناصعة البياض”، وذلك بدلاً من أن تبدأ بـ “تطهير” ما لديها.

لقمة للتوطين؟

رأى مصدر مُطَّلِع أن “كل الأمور مُتاحة في  لبنان بسبب فقدان الأُطُر النّاظِمَة للحكم. وهذا سبب رئيسي أيضاً، في عدم النّجاح بأي محاولة للعمل على إيجاد حلّ لمشكلة النزوح السوري”.

وذكّر في حديث لوكالة “أخبار اليوم” بأن “سمعة  لبنان تراجعت كثيراً في العالم، على مختلف المستويات. وتبقى النقطة الأولى لتصحيح هذا الوضع، ولاستعادة السّمعة والدور، هي توفير إطار سياسي يُعطي المناعة للسلطات التي باتت فارغة عملياً. فالفراغ ذريعة تستخدمها الأطراف التي لديها مصلحة فيه (الفراغ)، حتى تمنع تنفيذ ما هو مطلوب من لبنان كمقدّمة لاستعادة مكانته السابقة في العالم. وهذا سبب لزيادة المشاكل، ولإبقاء الأمور في عنق الزجاجة، في الملفات كافة”.

وختم:”النزوح السوري مشكلة يعاني منها  اللبنانيون كثيراً اليوم. ولكن مشاكل  لبنان الأخرى كثيرة أيضاً، وهي تحتاج الى توفير الإطار السلطوي الكامل فيه، والى تفعيل المحاسبة من جانب الناس، أي التوقُّف عن الاقتراع بغريزتهم الحزبية والمذهبية والطائفية، وعن الاقتراع من دون محاسبة المسؤول. فمن دون وعي جماهيري، سنسير الى مزيد من فقدان الأمل، والى مزيد من هجرة شبابنا وشاباتنا، ومن إفراغ  لبنان من شعبه. وفي تلك الحالة، سيُصبح بلدنا لقمة سائغة لكلّ مشاريع التوطين”.

أنطون الفتى – وكالة “أخبار اليوم”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com