“دورٌ” أميركيٌ… تفاصيل “اتفاق” وقف إطلاق النار في لبنان
“دورٌ” أميركيٌ… تفاصيل “اتفاق” وقف إطلاق النار في لبنان
كشفت مصادر إسرائيلية أن اتفاق وقف إطلاق النار الجاري التفاوض بشأنه بين إسرائيل ولبنان، والمُنسق عبر وساطة أميركية، سيشمل دوراً مباشراً للولايات المتحدة في مراقبة تنفيذ الاتفاق وضمان عدم إعادة تسليح حزب الله في الجنوب. ووفقاً للمصادر، ستعتمد الآلية الأميركية على مزيج من التقنيات التكنولوجية المتقدمة والعناصر البشرية لمراقبة الوضع على الأرض، في خطوة تهدف إلى منح إسرائيل “الشرعية والدعم” للتحرك في حال حدوث أي خرق من قبل حزب الله.
في السياق ذاته، أكد المتحدث باسم السفارة الفرنسية في إسرائيل استعداد فرنسا للمساهمة في مراقبة تنفيذ الاتفاق، بينما ستواصل قوات “اليونيفيل” التابعة للأمم المتحدة دورها في مراقبة الوضع، على الرغم من الانتقادات الإسرائيلية المتكررة بعدم فعاليتها في منع تسليح حزب الله. كما ستشارك روسيا في جهود مراقبة الحدود اللبنانية-السورية، حيث ستركز على منع تهريب الأسلحة، لكن دورها لن يكون محوريًا في الخطة.
على الرغم من هذه الجهود الدولية، لم تقبل الحكومة بعد ببنود الاتفاق، خصوصاً تلك التي تتعلق بحق إسرائيل في دخول لبنان في حال خرق الاتفاق. وأثار هذا البند اعتراضات لبنانية شديدة، حيث أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن “أي اتفاق يخدم مصالح إسرائيل على حساب سيادة لبنان غير مقبول”.
الجدير بالذكر أن الاتفاق يستند إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الصادر عام 2006، الذي نصّ على إنشاء منطقة خالية من الأسلحة بين الحدود اللبنانية والإسرائيلية. إلا أن الأحداث الأخيرة أظهرت أن “اليونيفيل” لم تتمكن من منع حزب الله من إعادة تسليح نفسه.
من جانبه، أكد الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، موافقته على الاتفاق خلال زيارة وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر إلى مارالاغو هذا الأسبوع، مشيرًا إلى أن هذا الاتفاق يعد فرصة لإغلاق الحرب الحالية في لبنان خلال ولاية إدارة بايدن.
وفي موازاة هذه التطورات، أعلن الجيش الإسرائيلي توسيع عملياته البرية في جنوب لبنان بهدف تدمير مستودعات الأسلحة وكشف منصات إطلاق الصواريخ التي تهدد شمال إسرائيل. وتأتي هذه العمليات بعد مقتل ستة جنود إسرائيليين في اشتباكات مع حزب الله يوم الأربعاء، في واحدة من أكبر الخسائر اليومية منذ بداية العمليات العسكرية البرية.
وتأتي هذه الأحداث في وقت حساس تشهد فيه العلاقات الإسرائيلية-الأميركية زخماً جديدًا، حيث أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ثلاث محادثات مع ترامب منذ الانتخابات الأميركية الأخيرة، مؤكداً أهمية تعزيز التعاون بين البلدين في شتى المجالات، بما في ذلك السلام في المنطقة.