إذا انتهت الحرب في لبنان… هل ستستمرّ إسرائيل بمُهاجمة سوريا
مع مُوافقة “حزب الله” على الورقة الأميركيّة المُتعلّقة باتّفاق وقف إطلاق النار، وترقّب الردّ الإسرائيليّ وإذا ما كان سيُلاقي الإيجابيّة في لبنان، حطّ آموس هوكشتاين في بيروت، في إشارة تدلّ على أنّ هناك تقدّماً يُبنى عليه لإنهاء الحرب، وخصوصاً وأنّ الموفد الأميركيّ أعلن في السابق أنّه لن يزور المنطقة إنّ لم يلمس رغبة جادة من قبل الأفرقاء المتحاربين بوضع حدٍّ للحرب الدائرة منذ 8 تشرين الأوّل 2023.
وتعمل الإدارة الأميركيّة بقوّة بعد انتخاب دونالد ترامب على إعادة الإستقرار والسلام إلى الحدود الجنوبيّة بين لبنان وفلسطين المحتلة، وخصوصاً وأنّ الجيش الإسرائيليّ صعّد كثيراً بعد نجاح الجمهوريين في الإنتخابات، وأحدث دماراً كبيراً وغير مسبوق بأحياء الضاحية الجنوبيّة، ووسّع رقعة قصفه لتطال بيروت.
وأشار العدوّ الى أنّه سيُمارس ضغوطاً على “حزب الله” عبر استهداف المنازل والمباني السكنيّة، كيّ تقبل “المقاومة” بوقف إطلاق النار بالشروط الإسرائيليّة أو باتّفاق معدّل يضمن إنسحاب عناصرها إلى شمال الليطاني مقابل قيام لجنة دوليّة مهمّتها مُراقبة عدم تسلّح “الحزب”.
وفي حين وافق “الحزب” على الورقة الأميركيّة مُعدّلة، وبانتظار تكلل جهود هوكشتاين وخصوصاً في تل أبيب بنتيجة تُفضي إلى قبول الحكومة الإسرائيليّة بوقف إطلاق النار، تتّجه الأنظار إلى سوريا، وإذا كانت نهاية الحرب بين “حزب الله” وإسرائيل ستشملها.
وحاليّاً، يبدو أنّ وقف إطلاق النار في لبنان سيسبق وقف المعارك في غزة، بعد اقتناع “حزب الله” بضرورة فصل الساحات، لكن تبقى سوريا مُشكلة كبيرة بالنسبة لإسرائيل، إذ تعتبر أنّ دمشق كانت ولا تزال تحتوي على مستودعات ومصانع أسلحة لـ”الحزب”، كذلك، تنشط فيها قيادات من الحرس الثوريّ الإيرانيّ وفصائل “المقاومة”.
وتُحذّر إسرائيل من إستمرار “حزب الله” بإيجاد طرقٍ لتهريب السلاح الإيرانيّ من سوريا إلى لبنان، لذا، أرادت بشدّة أنّ تكون لها حريّة التصرّف عبر ضرب أيّ هدفٍ قد تشعر أنّه تابع لـ”الحزب” وبشكل خاص شاحنات الأسلحة والمُساعدات الآتية من دمشق.
وبعد انتهاء الحرب، يبقى “حزب الله” قادراً على إعادة التسلّح وتنظيم صفوفه، وسوريا هي البلد الوحيد لهذا الغرض الذي يُمكن “الحزب” التعويل عليه، نطراً لأنّ إتّفاق وقف إطلاق النار سيزيد الرقابة اللبنانيّة في المطار وعلى المعابر لتفتيش حمولات الشاحنات التي تدخل إلى البلاد.
ويجب الإشارة في هذا الإطار إلى أنّ إسرائيل كانت تستهدف سوريا قبل 7 و8 تشرين الأوّل 2023، وكانت تشنّ غارات منذ العام 2008 على دمشق، واغتالت عماد مغنية قبل 16 عاماً، واستمرّت بتوجيه الضربات ضدّ مصالح “حزب الله” طوال السنوات الأخيرة للحدّ من قدراته وعدم وصول صواريخ إيرانيّة متطوّرة إلى لبنان.
وليس من المستبعد أنّ تستمرّ الضربات الإسرائيليّة على سوريا، فاتّفاق وقف إطلاق النار يُركّز على إنهاء القتال في لبنان بين “حزب الله” وإسرائيل، ولا يشمل الأراضي السوريّة حيث ينشط عناصر “الحزب” والحرس الثوريّ هناك، تماماً كما كان يحدث بعد إقرار القرار 1701 عام 2006 في مجلس الأمن.
من هنا، تشترط إسرائيل على الرئيس السوريّ بشار الأسد أنّ يُوقف دعمه لـ”محور المقاومة” وأنّ يفكّ إرتباطه بإيران كيّ تُنهي إعتداءاتها على الأراضي السوريّة، وإلّا ستظلّ تشنّ غارات على مناطق معروفة في دمشق، وعلى الحدود بين لبنان وسوريا. وقد تقبل حكومة نتنياهو بصرف النظر عن حريّة الحركة في المناطق اللبنانيّة مع وجود لجنة مُراقبة على الأرض وفي المطار وعند المعابر، مقابل نشاطها في سوريا حيث ستبقى تُوجّه ضربات مُسبقة ضدّ حزب الله” هناك.