إلى القرار 1701 بلاس دُرّ… بعد الثمن الباهظ
تعليقا على اتفاق وقف اطلاق النار ودخوله حيز التنفيذ فجرا اليوم، علق سياسي بيروتي بالقول: “الاتفاق” يمثل إعلان استسلام مُقنّع، حيث أُجبر حزب الله، بعد سنوات من رفضه الالتزام بالقرار 1701، على القبول بما يتجاوزه. ويأتي هذا القبول في سياق إشراف دولي مباشر، ومنح إسرائيل صلاحية التدخل العسكري لتنفيذه، في تحول دراماتيكي يعكس عمق المأزق الذي وجد الحزب نفسه فيه.
كما أوضح السياسي، عبر”أخبار اليوم” أن لبنان تكبد ثمناً باهظاً نتيجة هذه السياسات: أكثر من 4000 شهيد، 18,000 جريح، وتشريد مليون ونصف مواطن. إضافة إلى الدمار الذي طال الجنوب، الضاحية والبقاع، واحتلال “موقت” لعشرات البلدات والقرى الجنوبية التي دُمّرت بالكامل. ومع ذلك، يحاول البعض تسويق هذا الوضع على أنه “نصر”، في خطاب يستهدف تضليل الرأي العام وإخفاء الواقع المرير.
كذلك أشار السياسي إلى أن حزب الله، الذي كان يفرض سيطرته الكاملة على المنطقة جنوب الليطاني قبل الثامن من تشرين الاول 2032، لطالما تباهى قادته، وعلى رأسهم الأمين العام الراحل السيد حسن نصرالله، بأن “إزاحة نهر الليطاني أسهل من انسحاب الحزب من هذه المنطقة”. إلا أن الاتفاق الأخير فرض انسحاباً إلى شمال الليطاني، مكرساً تراجعاً واضحاً لنفوذ الحزب تحت ضغوط سياسية وعسكرية ودولية لا يمكن إنكارها.
ختم السياسي قائلاً: “الإصرار على تسمية هذا التراجع والهزيمة نصراً هو استهانة بوعي الشعب، وإهانة لدماء الشهداء الذين دفعوا حياتهم ثمناً لمغامرات عبثية. هذه المحاولات المستمرة لتزييف الحقائق لا تخدم إلا من يعيش في أوهام المقاومة، بينما الحقيقة المرة هي أن لبنان بأسره، بشعبه واقتصاده وبناه التحتية، كان الضحية الأكبر لهذا الصراع غير المحسوب”.