مخاوف من انتشار المسلحين السوريين في شمال لبنان
مخاوف من انتشار المسلحين السوريين في شمال لبنان
في وقت ينشغل فيه حزب الله وكل القوى السياسية في لبنان بتطورات الحرب في الجنوب وتطبيق الاتفاق مع إسرائيل لوقف إطلاق النار وسريان مدرجات القرار 1701، وتطبيقًا لبنود الورقة الأميركية التي وضعها المبعوث آموس هوكستين، انشغلت أكثر من جهة بالمعارك الدائرة في حلب ومحيطها وإدلب بين الفصائل المسلحة والجيش السوري، خشية من أن تمتد هذه المعارك إلى الحدود السورية – اللبنانية، ولا سيما من جهة عكار والمناطق الشمالية الأخرى.
وفي معلومات لـ”العربية”، فإن قياديين في حزب الله يتابعون آخر التطورات في حلب بحذر. ويعود ذلك إلى وجود نقاط ومراكز عسكرية عدة تابعة للحزب والحرس الثوري الإيراني في محيط حلب وفي مناطق سورية أخرى، ولا سيما بعد تمكن قوات سوريا الديمقراطية “قسد” من السيطرة على بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين في شمال حلب.
تم التوقف أيضًا عند استخدام المسلحين لمسيرات انقضاضية شبيهة بتلك التي يستعملها حزب الله ضد إسرائيل.
ويخشى أكثر من مسؤول لبناني، حتى وإن لم يتفقوا بالضرورة مع الحزب، من تمدد مجموعات مسلحة نحو الأراضي اللبنانية، خصوصًا من جهة الشمال، واحتمال تلاقي هذه المجموعات مع أخرى غير ظاهرة تنشط في لبنان وتضم سوريين ولبنانيين. ولم يعد في مقدور حزب الله إرسال مجموعات من صفوفه للقتال في سوريا إلى جانب النظام، ولا سيما بعد تجربته المرة في مشاركته خلال سنوات الحرب، وخاصة اليوم بعد تقهقر قواته في الحرب الأخيرة في الجنوب ضد إسرائيل، التي لم تنته فصولها بعد.
وتعود أسباب الحذر في لبنان من الأحداث الأخيرة في حلب إلى انشغال ألوية الجيش اللبناني وأفواجه، حيث تم إرسال عدد كبير منها إلى الجنوب لتنفيذ القرار 1701.
من جهة أخرى، تتحسب بلدات حدودية عدة في الشمال من جهة وادي خالد وعكار من تدفق أعداد السوريين إليها. وقد ذكر نائب من عكار لـ”العربية” رفض ذكر اسمه، أن أعداد اللاجئين السوريين إلى عكار قد تزيد، حيث يدخل إلى بلداتنا أكثر من 1000 شخص يوميًا عبر المعابر غير الشرعية. وإذا تطورت الأحداث والمواجهات العسكرية في حلب أكثر، فإن أعداد هؤلاء ستتزايد نحو لبنان، خصوصًا من أولئك الذين لا يتفقون مع توجهات المجموعات المسلحة التي سيطرت على مساحات واسعة في حلب ومحيطها.
العربية