المنطقة في دائرة الغليان…. فهل تحمل تداعياتها على الداخل اللبناني
لا تزال التطورات السياسية والعسكرية في المنطقة ضمن دائرة الغليان ولا يبدو مضموناً المسار الذي ستتخذه هذه المعارك المفتوحة وتحديداً في سوريا، وما إذا كان تقدّم المعارضة سيواصل طريقه باتجاه حمص ودمشق، أم أنّه سيتمّ صدّه بشكل حادّ من قبل الجيش السوري.
وفي ظلّ ما يحصل في الداخل السوري والتطورات المتلاحقة، يبدو أنه من الصعب أن يتمّ فهم المسار السياسي في لبنان، سيما وأن الحرب التي توقّفت في الجنوب بفعل تنفيذ قرار وقف اطلاق النار والتي كانت نتائجها ملتبسة من كل الاتجاهات، لم تترك مجالاً حتى اندلعت حرباً جديدة في المنطقة لها تداعيات مباشرة على الواقع اللبناني.
من هنا بات الحديث عن إمكان حصول تفاهمات داخلية أمراً مستبعداً وذلك بسبب انتظار كل فريق مسار الاحداث ونتائجها، وعليها يستطيع أن يتلمّس حجم التنازلات التي عليه أن يقدّمها وحجم الفرص التي يمكن أن يستغلّها للاستثمار السياسي في المرحلة المقبلة.
هذا الواقع من شأنه أن يأخذنا الى تساؤلات عن إمكانية حصول صدام داخلي، لكن على الأرجح، ووفق مصادر مطّلعة، فإنّ القرار الدولي والاقليمي المتعلق بلبنان حاسم لجهة فرض الاستقرار من دون إلغاء فكرة حصول تطورات غير محسوبة مرتبطة بالحرب في سوريا.
فمن يستطيع أن يعطي ضمانة كاملة وجدية بعدم تمدّد الفصائل المسلحة في سوريا نحو الحدود اللبنانية، وكيف سيكون سلوكها تجاه لبنان في حال وصلت الامور الى هذه المرحلة؟ لذا فإنّ الأيام المقبلة هي التي ستحدد مسار المنطقة ككل بما فيها لبنان.