بالفيديو: صور سليماني ونصرالله تُنتزع من السفارة الايرانية في دمشق
في تحول لافت يعكس التغيرات الجذرية التي تشهدها سوريا بعد سيطرة الفصائل المسلحة على العاصمة دمشق، تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً مصوراً يظهر عملية إزالة صورة القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، والأمين العام السابق لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله من واجهة السفارة الإيرانية في دمشق.
تزامن هذا الحدث مع إعلان الفصائل السورية المسلحة صباح الأحد السيطرة الكاملة على دمشق، وذلك بعد ساعات من تأكيدها مغادرة الرئيس السوري بشار الأسد للعاصمة، ما دفع العديد من المهجّرين السوريين في الخارج إلى دعوة للعودة إلى “سوريا الحرة” بعد أن أعلنوا دمشق “حرة من الطاغية”.
تُعتبر عملية انتزاع صور سليماني ونصرالله من السفارة الإيرانية في دمشق خطوة رمزية ذات دلالة كبيرة، حيث يبرز هذا الفعل كنتيجة مباشرة للتحولات السياسية التي تشهدها سوريا بعد انهيار النظام السوري. سليماني كان يُعتبر أحد أبرز الشخصيات الإيرانية التي دعمت النظام السوري خلال السنوات الماضية، وارتبطت صورته ارتباطاً وثيقاً بالحرب السورية، خصوصًا خلال الفترة التي شهدت تدخل الحرس الثوري الإيراني في النزاع لصالح الأسد. أما حسن نصرالله، فيعتبر من أبرز حلفاء الأسد في معركة استمرار حكمه، حيث دعم حزب الله اللبناني النظام السوري في العديد من الجبهات العسكرية.
ويأتي هذا الحدث بعد أن أعلنت الفصائل السورية المسلحة عن “تحرير” دمشق، بعد معركة استمرت عدة أشهر، تم خلالها السيطرة على معظم المدن الاستراتيجية في سوريا. هذه المعركة لم تكن مقتصرة على الأرض فحسب، بل شملت أيضًا الطابع الرمزي الذي تجلى في إزالة صور الشخصيات التي كانت تمثل الهيمنة الإيرانية على سوريا.
الصور التي انتزعت من السفارة الإيرانية تأتي في وقت حساس للغاية، حيث أشارت مصادر متعددة إلى أن الرئيس بشار الأسد قد غادر دمشق إلى وجهة غير معلومة، وذلك بعد وقت قصير من بدء قوات المعارضة تقدمها نحو العاصمة. وتزامن ذلك مع إخلاء مطار دمشق الدولي وإيقاف كافة الرحلات الجوية، ما أدى إلى تفاقم حالة الفوضى في المدينة. كما أفادت تقارير محلية بأن الجيش السوري قد أصدر تعليمات بتسريح الجنود في العديد من الوحدات العسكرية، بينما تحدثت مصادر أخرى عن عمليات فرار جماعي لقوات النظام من مواقعها في العاصمة.
في ردٍ رسمي على هذه التطورات، نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، الأنباء التي تحدثت عن إخلاء السفارة الإيرانية في دمشق. وقال بقائي في إفادة صحافية: “الادعاءات المتعلقة بإخلاء سفارة إيران في دمشق غير صحيحة، والسفارة ما زالت فعّالة وتواصل أنشطتها المعتادة”. إلا أن مقاطع الفيديو التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت بوضوح عملية إزالة صور قادة إيران وحزب الله من أمام السفارة، ما يعكس تراجع نفوذ طهران في سوريا بشكل كبير.
الخطوة التي اتخذتها الفصائل المسلحة في انتزاع صور سليماني ونصرالله من السفارة الإيرانية تأتي في سياق الاحتفالات التي عمّت شوارع دمشق بعد إعلان السيطرة عليها. فقد خرج السوريون في مسيرات عفوية، معبرين عن فرحتهم بسقوط نظام الأسد، ما يعكس بداية حقبة جديدة قد تشهد تغييرات جوهرية في مستقبل سوريا.
السوريون المهجّرون في الخارج عبروا عن أملهم في العودة إلى “سوريا الحرة”، في وقت يؤكد فيه قادة المعارضة السورية أن “الطريق أصبح مفتوحًا لمرحلة جديدة بعد 50 عامًا من القمع والاستبداد”.
تستمر إيران في محاولاتها لتعزيز نفوذها العسكري والسياسي في سوريا، لكن التطورات الحالية تشير إلى أن هذه السيطرة آخذة في التراجع مع تقدم المعارضة وتراجع دعم النظام السوري من حلفائه. إن استهداف صور قاسم سليماني وحسن نصرالله يمثل بالنسبة للكثيرين بداية انتزاع الهيمنة الإيرانية على سوريا، الأمر الذي قد يشهد المزيد من التغيرات في الأيام القادمة.