مشاهدٌ من داخل قصر بشار الأسد
بعد ساعات قليلة من إعلان الفصائل المسلحة ورئيس الحكومة السورية سقوط نظام الرئيس بشار الأسد رسميًا، أظهرت كاميرا قناة “العربية” صورًا حصرية لداخل قصر تشرين الرئاسي في دمشق.
ويعد هذا التطور حدثًا لافتًا في سياق التحولات السياسية الكبرى التي تشهدها سوريا، حيث كشف الفيديو والصور الملتقطة من داخل القصر الرئاسي عن مشهد غير مسبوق: القصر الذي كان يعد رمزًا للسلطة في سوريا خلال حكم الأسد، أصبح خاليًا من أي وجود عسكري أو أمني.
وتمكنت كاميرا “العربية” من توثيق مشهد غريب، حيث بدا القصر الرئاسي الواقع في حي المالكي وسط دمشق خاليًا من أي عناصر مسلحة أو أمنية. وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي الصور التي أظهرت مجموعة من المواطنين السوريين يتجولون بحرية داخل القصر، يحملون هواتفهم المحمولة لالتقاط الصور وتوثيق اللحظة التاريخية التي تمثل سقوط نظام الأسد.
ومن خلال الصور، يمكن ملاحظة أن العديد من المواطنين السوريين كانوا يطلون من الشرفات، ويتفقدون جوانب القصر، في مشهد يعكس عمق التحولات التي تمر بها سوريا. الصور كانت تمثل لحظة رمزية، حيث ظهر القصر الذي كان مركزًا للحكم والتسلط، اليوم مليئًا بالمدنيين العاديين الذين يعبرون عن فرحتهم بتحقيق حرية طال انتظارها.
هذه الصور تأتي في وقت حساس للغاية، حيث شهدت العاصمة دمشق تطورًا ميدانيًا كبيرًا بعد سيطرة الفصائل المسلحة على مواقع حيوية في المدينة، بما في ذلك القصر الرئاسي ومرافق حكومية أخرى. وتزامن هذا مع إعلان رسمي من الحكومة السورية ورئيس الوزراء محمد غازي الجلالي عن سقوط نظام بشار الأسد، وتقديم استقالته من منصبه في خطوة تمهيدية لمرحلة انتقالية جديدة في البلاد.
وقد كانت المعارضة السورية قد أعلنت، في وقت سابق، “تحرير دمشق” والسيطرة الكاملة على العاصمة، واعتبرت أن سقوط الأسد يعني نهاية حقبة مظلمة من حكم الاستبداد والفساد. وعلى الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجهها البلاد بعد أكثر من 13 عامًا من الحرب، إلا أن هذه اللحظات تمثل بداية تحول تاريخي، يمكن أن يغير مسار سوريا بشكل جذري.