لبنان ينجو من “كارثة
لبنان ينجو من “كارثة
مع توقف الحرب وقبيل موسم الأعياد، يترقب اللبنانيون انعكاسات الهدنة على الاقتصاد، خاصة في ظل أهمية هذا الموسم للقطاعين التجاري والسياحي. ورغم التحديات، تبقى الآمال معلقة على تحقيق انتعاش نسبي يعيد بعض الأمل إلى المشهد الاقتصادي.
في هذا الإطار، أكد الخبير الاقتصادي أنطوان فرح أن توقيت وقف إطلاق النار وإعلان هدنة الستين يوماً جاء في الوقت المناسب بالنسبة للاقتصاد اللبناني، لا سيّما القطاع التجاري. وأوضح أن هذا القطاع يعتمد بشكل كبير على موسم الأعياد، بما في ذلك عيد الميلاد ورأس السنة، حيث يشكل هذا الموسم ما بين 30% و35% من حجم أعماله السنوية. لذلك، تُعلَّق أهمية خاصة على هذا الموسم.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”، أشار فرح إلى أن وقف إطلاق النار ساهم في إنقاذ الموسم جزئياً، وليس بشكل كامل، على اعتبار أن هذا الموسم يعتمد عادة على عودة اللبنانيين من الخارج بأعداد كبيرة، إلى جانب رغبة اللبنانيين المقيمين في الإنفاق خلال هذه الفترة. ومع ذلك، ستكون عودة اللبنانيين من الخارج جزئية هذا العام، حيث إن البعض منهم ارتبط بمشاريع أخرى وقرر عدم العودة إلى لبنان.
كما لفت إلى أن قابلية اللبنانيين للإنفاق تأثرت بشكل كبير بفعل الحرب والمآسي التي شهدوها، مما سيؤدي إلى انخفاض قدرتهم الشرائية مقارنة بالسنوات السابقة. وذكر فرح أن القطاع التجاري قد يستفيد من الموسم الحالي بنسبة تصل إلى حوالي 50% مقارنة بموسم الأعياد في العام الماضي، وهي نسبة مقبولة بالنظر إلى الكارثة الاقتصادية التي كانت ستقع لو استمرت الحرب.
وفيما يتعلق بالقطاع السياحي، أكّد فرح أن هذا القطاع قد يشهد تحسناً جزئياً، حيث إن اللبنانيين العائدين من الخارج يساهمون في تحريك قطاع المطاعم، في حين أن قطاع الفنادق يعتمد على السياح الأجانب، الذين ما زالوا غائبين عن الساحة.
وختم فرح بالإشارة إلى أن نجاح موسم الأعياد بربح مقبول للقطاع التجاري وحركة معقولة للقطاع السياحي يعتمد على تثبيت التهدئة وتحولها إلى وقف دائم لإطلاق النار، مما سيفتح المجال أمام الاقتصاد لاستعادة عافيته تدريجياً، مع الحاجة إلى ورشة عمل كبيرة لدعم هذا المسار.