الجميل يكشف عن “فرصة تاريخية أمام لبنان
الجميل يكشف عن “فرصة تاريخية أمام لبنان
استقبل رئيس حزب الكتائب اللبنانية، النائب سامي الجميّل، في مقرّه ببكفيا، النائب الجمهوري في الكونغرس الأميركي دارين لحود، الذي ترأس وفداً لبحث آخر المستجدات على الساحتين المحلية والإقليمية. وشارك في اللقاء النائب إلياس حنكش، عضو المكتب السياسي الدكتور زينة حبيقة، مستشار رئيس الحزب للشؤون الخارجية الدكتور ميشال أبو عبد الله، ورئيس جهاز العلاقات الخارجية مروان عبد الله.
وخلال الاجتماع، شدد الجميّل على أن لبنان يمرّ بمرحلة مفصلية تُعتبر فرصة تاريخية تتخطى مجرد انتخاب رئيس للجمهورية، بل تتيح للبنانيين مصالحة بعضهم البعض، بناء الثقة، ومواجهة جذور الأزمات.
وأكد أن الحل يكمن في إصلاح النظام السياسي وتطبيق مبادئ الحوكمة السليمة، ما يفتح المجال أمام بناء دولة قوية قائمة على المساواة، الشراكة، واحترام القوانين والقرارات الدولية، بهدف استعادة الثقة الخارجية وتجنب تكرار أخطاء الماضي.
وأشار الجميّل إلى أهمية دعم الإدارة الأميركية المستمر للجيش اللبناني، مشيدًا بالدور الذي يلعبه الجيش في حفظ الأمن وتعزيز الاستقرار، ولا سيما في الجنوب. كما أكد على ضرورة أن يكون السلاح محصوراً بيد الدولة الشرعية وحدها وعلى كامل الأراضي اللبنانية.
بدوره، اعتبر النائب دارين لحود أن “لبنان اليوم يقف أمام مفترق طرق، والولايات المتحدة ملتزمة بمساعدته لاستعادة عافيته على مختلف المستويات”. وأوضح أن الدعم الأميركي للجيش اللبناني يشمل تعزيز دوره في الحفاظ على الأمن جنوباً ودعم الأمن الاجتماعي، مشيراً إلى جهود الإدارة الأميركية الجديدة لتثبيت وقف إطلاق النار ومساعدة لبنان في تجاوز أزماته.
وأضاف لحود: “لقد عقدتُ اتصالات مع الإدارة الأميركية الجديدة ومع السيد مسعد بولس لتأمين انتقال سلس، وناقشنا أولوية صمود وقف إطلاق النار كخطوة أولى تُمهد لمساندة لبنان ليكون في أفضل موقع مستقبلي. اجتماعنا اليوم كان مثمرًا، وتطرقنا إلى جلسة التاسع من كانون الثاني وكيفية مساعدة الولايات المتحدة لبنان في هذا السياق.”
تأتي هذه الزيارة في ظل تصاعد التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجه لبنان، وسط أزمة شغور رئاسي متواصلة منذ أشهر. ورغم الدعوات المحلية والدولية للإسراع في انتخاب رئيس جديد، ما يزال الملف عالقاً بسبب التباينات الحادة بين الكتل السياسية اللبنانية.
وفي السياق، تُعتبر الولايات المتحدة من أبرز الداعمين الدوليين للجيش اللبناني، إذ تخصص واشنطن مساعدات مالية وعسكرية تهدف لتعزيز قدرات الجيش في مواجهة التحديات الأمنية، وضمان استقرار الوضع على الحدود الجنوبية مع “إسرائيل”، لا سيما في ضوء الأحداث الأخيرة في الجنوب اللبناني.
كما أن زيارة الوفد الأميركي تأتي في وقت تحاول فيه الدبلوماسية الأميركية الدفع نحو حل شامل للأزمة اللبنانية، من خلال حث الأطراف المعنية على التوافق على رؤية وطنية شاملة تأخذ بعين الاعتبار مصالح لبنان وشعبه.