نواب السنّة ينتظرون الكلمة السعودية… هل فاجأ جنبلاط الأميركيين
نواب السنّة ينتظرون الكلمة السعودية… هل فاجأ جنبلاط الأميركيين
في سياق النقاش المستمر حول الاستحقاق الرئاسي في لبنان، يرى البعض أن ترشيح قائد الجيش جوزاف عون قد يواجه اعتراضات، ليس فقط بسبب الحاجة إلى تعديل دستوري، ولكن أيضًا بسبب اعتبارات طائفية، إذ يُطرح من طرف غير مسيحي، ما يزيد من الغموض المحيط بهذا الملف ويعقّد مسار التوافق الإقليمي والدولي حول الاستحقاق الرئاسي، وبالتالي يزيد من احتمالية تطيير جلسة 9 كانون الثاني.
وفي حديثه إلى “ليبانون ديبايت”، يعتبر الكاتب وصاحب موقع “الانتشار” إبراهيم عوض، أن “هناك من يرى أن طرح رئيس اللقاء الديمقراطي السابق وليد جنبلاط ترشيح قائد الجيش جوزيف عون قد واجه اعتراضًا من بعض القوى المسيحية، انطلاقًا من أنه من الغريب أن يأتي الترشح لمنصب مسيحي من غير أبناء الطائفة المسيحية المعنية بهذا الاستحقاق، مما يشير إلى أن هذا الطرح شكل عقبة أمام انتخاب قائد الجيش”.
من جهة أخرى، يرى عوض أن “عون لا يزال يتصدر أسماء المرشحين للرئاسة في الوقت الراهن، إلا أن المشكلة الرئيسية التي تواجه انتخاب قائد الجيش تكمن في التعديل الدستوري المطلوب لتحقيق ذلك، وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري قد أعلن سابقًا عدم حماسته لإجراء هذا التعديل، مما يشكل عقبة إضافية أمام هذا الخيار”.
أما عن احتمال وجود توافق بين جنبلاط وبري على هذا السيناريو بهدف عرقلة وصول عون، فيوضح أن “التحالف المعروف بين رئيس مجلس النواب نبيه بري وجنبلاط شهد تباينات في أكثر من محطة سياسية، آخرها في جلسات انتخاب رئيس الجمهورية السابقة، ففي تلك الجلسات، كان للرئيس بري مرشحه المتمثل في رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، بينما اختار وليد جنبلاط التقاطع مع قوى المعارضة من خلال دعم ترشيح جهاد أزعور”.
ويستدرك عوض بالتأكيد على أن “هذا التباين في المواقف لا يؤثر على العلاقة بين الرجلين، ولكن ذلك لا يعني أنهما قد اتفقا على وضع عراقيل أمام ترشيح قائد الجيش، بل يبدو أن كل طرف له توجهه الخاص فيما يتعلق بهذا الملف، وفقًا لحساباته السياسية ورؤيته للمصلحة الوطنية”.
فيما يتعلق بالضغط الأميركي لدعم ترشيح جوزاف عون، يشير إلى أن “المعلومات التي وصلته من مصادر معنية بملف الاستحقاق الرئاسي والمتابعة السياسية تفيد بأن الأميركيين أبدوا استغرابهم من قيام جنبلاط بترشيح قائد الجيش قبل أن تقوم واشنطن بذلك بنفسها، كما أن النواب الذين يتواصلون مع السفراء والمسؤولين الدوليين أشاروا إلى أن الكلمة الحاسمة لم تصدر بعد من الجانب الأميركي، كما لم يصدر موقف سعودي واضح حتى الآن، ومع ذلك، تشير المؤشرات إلى أن الأميركيين يميلون لدعم ترشيح قائد الجيش، بينما لا يزال الموقف السعودي غامضًا”.
وفيما يخص مصير جلسة 9 كانون الثاني لانتخاب الرئيس، يكشف أن “عددًا من النواب الذين التقاهم يوم أمس لا يتوقعون أن تسفر الجلسات المقبلة عن انتخاب رئيس للجمهورية، إلا أنه ينبه إلى أن الأمور تتغير بسرعة، وكل يوم قد يكون مختلفًا عن اليوم الذي قبله، ولذلك، تبقى المعطيات مرهونة بتطورات الساعات والأيام المقبلة، مع احتمالية ظهور مواقف حاسمة بعد عيد الميلاد أو رأس السنة”.
ويلفت هنا عوض، إلى أن “عددًا من النواب السنة الذين التقاهم أكدوا أنهم ينتظرون موقفًا سعوديًا واضحًا ليبنوا على أساسه تحركاتهم، ولكن الكلمة الحاسمة من المملكة لم تظهر بعد”.