مصدرها سجين في لبنان.. محادثة واتساب تكشف سرًا
مصدرها سجين في لبنان.. محادثة واتساب تكشف سرًا
أكد أحمد الشرع، القائد العام للإدارة السورية الجديدة، أن تجارة المخدرات أغرقت الشرق الأوسط خلال العقد الماضي، مشيراً إلى أن سوريا كانت “أكبر مصنع للكبتاغون في العالم”. جاء ذلك في خطابه الأول بعد العملية الخاطفة التي أطاحت بنظام بشار الأسد، حيث أعلن عن بدء مرحلة تطهير البلاد من هذه الآفة.
وصرح الشرع، قائلاً: “اليوم تتطهر سوريا بفضل الله عز وجل”. وأوضح أن الكبتاغون، المعروف بـ”كوكايين الفقراء”، شكل مصدر إدمان كبير في المنطقة بسبب سهولة ترويجه.
ووفق تقارير دولية، كانت سوريا المصدر الرئيسي لتجارة الكبتاغون غير القانونية، التي بلغت قيمتها السنوية حوالي 5.6 مليار دولار، وفقاً لتقديرات البنك الدولي.
وفتح تقرير لـ”بي بي سي” جُملة من الأسئلة من قبيل: كيف سيتعامل أحمد الشرع والإدارة الجديدة مع العدد الكبير من الناس في سوريا والشرق الأوسط المدمنين على الكبتاغون، إذا وجدوا أنفسهم فجأة دون تموين؟
وقالت الخبيرة في تهريب المخدرات السورية بمعهد نيولاينز، كارولين روز: “ما أخشاه هو أنهم سوف يركزون على قطع الإمدادات، دون السعي بالضرورة إلى تقليل الطلب”.
وتابعت: المسألة المطروحة على نطاق أوسع هي مدى تأثير فقدان هذه التجارة المربحة على الاقتصاد السوري. وعندما يتم القضاء على القائمين على هذه التجارة، كيف يستطيع الشرع منع مجرمين آخرين من أخذ مكانهم؟ في إشارة إلى أن تجارة الكبتاغون أدّت إلى اضطرابات في الدول المجاروة الأخرى.
ولكن روز تقول إن الزعماء الجدد مطالبون بتحديد “طرق اقتصادية بديلة لتشجيع السوريين على الانخراط في الاقتصاد الرسمي القانوني”، مردفة: “بينما غادر رؤوس العصابة، فإن الكثير من الذين كانوا يعملون في التصنيع والتهريب لا يزالون داخل البلاد”.
وأظهرت “بي بي سي” في خمسة بلدان، بما فيها المناطق التي كانت تحت سيطرة النظام وتلك التي كانت تسيطر عليها قوات المعارضة. وثائق سرية لقضايا من المحاكم في ألمانيا ولبنان.
وأبرز التقرير: “تمكنّا بذلك من تحديد طرفين أساسيين لهما يد في هذه التجارة هما: عائلة الأسد الموسعة، والقوات المسلحة السورية، خاصة الفيلق الرابع، بقيادة ماهر الأسد شقيق بشار الأسد”.
وأكدت: “كان ماهر الأسد ربما أقوى رجل في سوريا، بعد شقيقه. إذ تعرّض لعقوبات في كثير من الدول الغربية بسبب العنف الذي سلّطه على المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية، خلال انتفاضة 2011، التي فجرت الحرب الأهلية الدامية”.
وأبرزت: “أصدر القضاء الفرنسي مذكرة قبض ضده وضد شقيقه لاتهامهما بالمسؤولية عن الهجمات بالأسلحة الكيميائية في سوريا عام 2013″، مردفة: “باطلاعنا على محادثة على تطبيق واتساب لتاجر كبتاغون مسجون في لبنان، تمكنا من تأكيد ضلوع الفيلق الرابع بقيادة ماهر الأسد، ومساعده غسان بلال في العمليات”.
(عربي21)