اخبار محلية

هذا ما ينتظر العهد الجديد جنوباً

عناوين أساسية حملها خطاب القسم الذي أدلى به الرئيس جوزف عون، يأتي من بينها العنوان الأمني المتعلق بالوضع في الجنوب وعملية إعادة الإعمار وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والإنسحاب الإسرائيلي من كل الأراضي التي احتلتها. ويربط سفير  لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة، بين هذا العنوان وتطورات المنطقة، والتي يضعها في سياق “صراع الجبابرة” بين الأميركي من جهة والروسي والإيراني من جهةٍ أخرى في الشرق الأوسط وليس في السياق المحلي، حيث أن المرحلة المقبلة على الصعيد الإقليمي، لا تحمل أي معالم استقرار سريع، بدءاً من الساحة المحلية حيث الأزمات متعددة وخصوصاً الإحتلال الإسرائيلي لقرى جنوبية، إلى ساحات أخرى في المنطقة.

ويعتبر السفير طبارة في حديثٍ ل”ليبانون ديبايت”، أن التحدي الأمني في الجنوب سيكون الإستحقاق الأساسي أمام عهد الرئيس عون، في ضوء الإحتلال الإسرائيلي للأراضي اللبنانية في الجنوب وخروقات وقف إطلاق النار. ويؤكد طبارة أن هذه الخروقات لن تتوقف في المرحلة المقبلة، ولذلك فإن الوضع مقبل على مرحلة دقيقة حيث أن إسرائيل لن تنسحب بالكامل من الجنوب وفق اتفاق وقف إطلاق النار ولن توقف الأعمال العدائية، وذلك على الرغم من إعلان الوسيط الأميركي آموس هوكستين أن إسرائيل ستنسحب من الجنوب.

فالإنسحاب الإسرائيلي سيقتصر على مناطق معينة كما يوضح طبارة، الذي يتحدث عن مشكلتين تواجههما إسرائيل في لبنان، الاولى هي مشكلة الصواريخ البعيدة المدى التي تستطيع إصابة منزل نتنياهو في تل أبيب ومعالجتها تكون من خلال ضرب مواقع أسلحة أو سيارات نقل أسلحة ل”حزب الله”.

لكن المشكلة الثانية التي “تُرعب” إسرائيل بحسب طبارة، هي التخوف من عملية عسكرية يقوم بها الحزب ضد الأراضي الإسرائيلية أي التوغل وخطف عشرات الإسرائيليين على غرار عملية “طوفان الأقصى” في غزة، وعلى هذا الأساس، فإن إسرائيل ستبقى محتلةً لمنطقة حدودية صغيرة نسبياً أو لشريط حدودي سيكون بمثابة الأرض المحروقة غير القابلة للحياة، والتي لا تستطيع الآليات والمركبات سلوكها، من أجل دخول إسرائيل وتنفيذ عمليات خطف.

وعن انعكاسات التجاذبات الإقليمية والمواجهة الأميركية مع روسيا على لبنان، يقول طبارة إن “شرارةً غير مباشرة من صراع الجبابرة في المنطقة ستطاول لبنان، وذلك على المستويات السياسية والمالية ولكن ليس بشكل مباشر بل ستتركز المواجهة ربما على الساحة السورية وغيرها من ساحات الإقليم”.

وعليه يرى طبارة، أن ما ينتظر لبنان في المواجهة مع إسرائيل هو إصرار إسرائيلي على البقاء في شريط حدودي صغير ومحروق، ما سينعكس على عملية إعادة الإعمار، ذلك أن هوكستين تحدث عن الإنسحاب الكامل لكنه لم يحدد موعداً زمنياً أولاً، كما أن واشنطن ليست في موقع ممارسة أي ضغط على إسرائيل ثانياً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com