حلمٌ تحوَّل إلى زلزال… هل ينجح لبنان في الامتحان
انهالت اتّصالات ورسائل التّهنئة الدوليّة والعربيّة على رئيس الجمهورية جوزاف عون. حتّى الرّئيس الأميركي المُنتهية ولايته جو بايدن الذي يُتّهم في بعض الأحيان بأنّه غائب عن مسار الأحداث من حوله، بدا وكأنّه يعرف الرّئيس الجديد جيّداً الى حدّ وصفه بـ”رجلٍ من الطّراز الأوّل”. تصريحٌ “قويّ” من رئيسٍ أميركي يُعطي دفعاً ليس فقط لعون، وإنّما للبنان الدّولة أيضاً. فما سرّ هذا الزّخم الدولي والعربي؟
يؤكّد الصحافي والمحلّل السياسي منير الرّبيع أن “مُتغيّرات إقليميّة ودوليّة انعكست على شكل زلزالٍ أو حُلمٍ لم يتصّور أحد إمكانيّة تحقّقه في لبنان عبر انتخاب جوزاف عون رئيساً للجمهورية، وقد وصل عون الى سدّة الرئاسة بمعايير إقليميّة ودوليّة في محاولة لاستعادة الثقة الدوليّة بلبنان، وهو ما أوحت به الاتصالات الرئاسيّة لتهنئته على الفوز وفتح مسار جديد في العلاقات بين لبنان والمجتمع الدّولي”، مُعتبراً، في مقابلة مع موقع mtv، أنّ “لبنان سيكون أمام امتحان استعادة الثّقة من خلال تشكيل حكومة وإعلان بيانٍ وزاريٍّ منسجم مع خطاب قسم الرّئيس”.
نال خطاب القسم استحسان الخارج والدّاخل على حدٍّ سواء، وحصد إشادات كبيرة بعدما حمل عناوين جديدة وغيَّب عبارات قديمة وهو ما لم يكُن متوقّعاً، وعنه يقول الرّبيع: “الرئيس عون تحدّث بلغة الدّولة وبلسان عشرات آلاف اللبنانيّين الذين كانوا يُطالبون بكلّ ما تناوله في خطابه الذي بُني على أساس مطالب وصرخات اللبنانيّين في ثورة 17 تشرين”، مُشيراً الى أنّ “لبنان فتح أخيراً أبواب علاقاته الدوليّة وسنشهد دفقاً دولياً على مختلف الأصعدة السياسيّة والمعنويّة والأمنيّة والعسكريّة والاقتصاديّة لدعم الدّولة ومؤسّساتها بعيداً عن الكيانات الموازية أو أيّ بؤر أمنيّة وعسكريّة”.
ماذا عن العلاقات العربيّة؟ يُجيب الرّبيع “لم يكن لهذا الاستحقاق أن يُنجز لو لم يحصل تدخّل عربيّ وخصوصاً سعودي لإعادة انخراط لبنان في المنظومة العربيّة ولكن بشرط تطبيق خطوات سياسيّة لاستعادة التوازن والثقة، وما جرى يؤكّد الاهتمام العربيّ بلبنان وحاجة العرب للعودة إليه، كما حاجة بلدنا للحضن العربي وهو ما يجب أن يُترجم بالأفعال وليس بالأقوال من خلال انخراط لبنان بشكلٍ خاصّ في المتغيِّرات في المنطقة”.
جيسيكا حبشي -موقع mtv