هل يتحوّل مكان اغتيال “السيد” إلى مزار
قرابة 4 أشهر مضت على اغتيال الأمين العام السابق لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله، في غارة استهدفته في حارة حريك، في الضاحية الجنوبية، البعض تحدّث عن أنفاق للحزب تحت الأبنية السكنية، سجون خاصة، مقر للعمليات العسكرية (منشأة) وغيرها في المكان الذي كان يجتمع فيه نصر الله مع عدد من القادة بعضهم إيرانيون، والجدير بالذكر أن المرافق الشخصي للسيد، المعروف باسم أبو علي، نجا من الاستهداف.
4 أشهر مضت ولم يتم التطرق حتى اليوم بصورة قاطعة الى المكان الذي سيدفن فيه السيد، أو الى تاريخ التشييع الذي ينتظره محبوه في الداخل والخارج، فتحوّل مكان اغتياله إلى “مزار” ومكان لإقامة الفعاليات الدينية والفنّية على أنواعها، بدءاً من ترتيل الأناشيد وإضاءة الشموع على الركام، وصولاً إلى ترتيب رحلات لزيارة المكان المستهدف، الأمر الذي أثار إعتراض العديد من أبناء “البيئة”، الذين اعتبروا أن الفعل غير لائق وأصبح باباً للتجارة من دون مراعاة حرمة المكان الذي تحوّل إلى رماد بعد أن كان شارعاً يضج بالحياة.
وفي اتصال مع أحد الأعضاء في بلدية حارة حريك، أوضح لموقع “لبنان الكبير”، أنه جرى تلزيم شركة هندسية لإزالة الركام من المنطقة وتحديداً في المكان الذي جرى فيه الاغتيال، وحتى الآن تقوم الفرق المختصة بفتح الطرق في المكان المجاور للإستهداف، مثل طمر الحفر التي تجاوز عمق بعضها عشرات الأمتار، والقيام بأعمال ترميم البنية التحتية، بالاضافة الى إزاحة الركام بصورة بسيطة.
كما أكّد العضو البلدي أنه لم تجرِ فعلياً عملية رفع الركام من المكان المذكور، إلاّ أن بعض الأعمال قام به الأشخاص بصورة فردية حول بيوتهم ومحالهم. وقسّم المصدر المنطقة التي جرى فيها الاستهداف إلى قسمين، وبحسب قوله، هناك إختلاف على المكان أو القسم الذي جرى فيه انتشال جثمان السيد، لأن قسماً من الاستهداف طال مجمعاً سكنياً مؤلفاً من حوالي 6 مبانٍ، والاستهداف في القسم الآخر طال 3 مبانٍ. واعتبر أن رمزية المكان في الوقت الحالي هي بالخراب والدمار اللذين طالاه واكتسابه بعداً عاطفياً خصوصاً وأن السيد لم يشيّع حتى الآن لذلك هناك تريّث في إزالة آثار العدوان، إلاّ أنه لن يترك على حاله فيما بعد.
وعن فرضية تحوّل المكان إلى مزار، أو معلم فيما بعد، أجاب: “إذا تقرر الأمر، فيجب أن نستشير أصحاب الملك لإرضائهم”.
واستبعد المصدر إقامة ضريح للسيد داخل مجمع سيد الشهداء في منطقة الرويس، لأن المكان تقام فيه الاحتفالات أيضاً، فليس من المنطق أن يتحوّل إلى مزار.
وعن الفعاليات التي تقام في المكان، أشار المصدر إلى أن معظمها يتم بالتنسيق مع البلدية، إلاّ أن هناك فعاليات فردية يعبّر الناس من خلالها عن حبّهم للسيد، ولكن لا علاقة لنا بها، ولا يمكن قمعها، بإعتبارها عفوية.
ولفت الى أنه جرى قبل أسبوعين رفع آخر جثمان كان موجوداً تحت الركام في مكان الاستهداف، مشدداً على أن لا وجود لأي مفقودين فيه.
لبنان الكبير