آخر ابتكارات اللبنانيّين.. من “قلب العجقة”!
كتبت كريستال نوار في موقع mtv:
باتت زحمة السير قبل الأعياد عادة لبنانيّة سنويّة “منستفقدها إذا تأخّرت”. وما يُحكى عن إبداعات اللبنانيين في كلّ أزمة، وآخرها إبتكارات جديدة لـ”تقطيع الوقت” في الزحمة بحيث أصبحت الطرقات أشبه بـ”موقف سيارات”، يكبر أكثر وأكثر مع اقتراب العيد.
في هذا “الموقف”، تختلف حالة السائقين من سيارة إلى أخرى “من السما للأرض”. كلٌّ يُعبّر عن همّه على طريقته، فترى مجتمعاً لبنانيًّا مصغّراً بكلّ اختلافاته. 3 ساعات من الزّحمة يمكن أن ترى فيها الكثير.
يستوقفك رجلٌ خمسينيّ طلب من “جاره” في الزحمة أن يوقظه من النوم “كلّ ما يمشي السير شويّ” أي كلّ ربع أو ثلث ساعة تقريباً، بعدما حلّ عليه تعب النّهار.
في المقابل، لا يفوتك مشهدٌ سينمائيّ افتراضيّ دام حوالى النصف ساعة، بطلته سيّدة أطفأت محرّك سيارتها لتركّز على video call مع صديقتها، شاركتها تفاصيل أسبوعها الشاقّ ولم تكترث لصوتها المرتفع الذي تخطّى صداه عدداً من السيارات.
وفي سيارة أخرى، مراهقة لم تُضيّع لحظة لتستمتع بالحياة، فرفعت صوت الموسيقى وأطربت العالقين في الزحمة. هذا المشهد الغنائي تفاعلت معه سيّدة في سيارة أخرى، فراحت ترقص على الأنغام.
تنظر إلى الجهة المقابلة وإذ بركاب سيارة “شحرقوا على سيجارة” في الهواء الطلق، فنزلوا ليستمتعوا في وسط الأوتوستراد، وجالوا طبعاً على بعض السيارات القريبة وتشاركوا الأحاديث.
“ما بتكمل بلا النقّ” ومشاركة الهموم من نوافذ السيارات، ولا ننسى أيضاً المتسبّبين الأساسيّين بزحمة السير وهم الـ”بلا ذوق” الذين “يُطاحشون” للمرور على حساب السيارات الأخرى فتُقفل الطرقات وتتطاير الكلمات النّابية في الهواء والعصبيّات و”الزمامير” الحاضرة الرئيسة في الزّحمة.