سنة الدولار بلا منازع
2021 سنة الدولار طبعاً للمرة الثالثة على التوالي. وبالتأكيد، الكارثة مستمرة عام 2022 المستقبل ليس مجهولاً. بل من المرات النادرة نحن على يقين من الآتي. الدولار سيستمر في سحقنا، في تقرير مصيرنا على نحو مشؤوم.
لا مفر من سلطة الدولار كحقيقة “وجودية” تتعدى السياسة والاقتصاد. خصوصاً في بلد تحولت فيه السياسة إلى “جريمة منظمة” والاقتصاد إلى شرّ.
هكذا تم انتهاكنا بلا هوادة، نُهبنا بلا رحمة.. حتى آخر دولار في جيبنا. ولم نكن سذجاً ولا أبرياء
لقد أغوانا الفساد وذهبنا فيه جميعنا حتى النهاية، تشربناه حتى الثمالة، وتغلغل فينا حتى النخاع. ليسوا “حفنة” من أنزل الكارثة.
إنها مسؤوليتنا الجماعية، وعارنا الوطني. إنها ثقافتنا التي احتفت بالفحش. إنها خطيئتنا التاريخية
يرتفع دولار ويهبط ثم يقفز تلك القفزات الكبيرة، بين صباح ومساء. يتمرن على ضربنا، على الإمساك بنا وخبطنا بأقرب جدار.
عراة بلا حماية أمام نزواته وقوته الكاسحة والجبارة. ثلاثة أعوام على هذا المنوال.
تحطمت عظامنا وأرواحنا مراراً وتكراراً. ضرب يومي ولا نجدة
مع الدولار نكتشف ليس فقط ضعفنا وهشاشتنا، بل أيضاً تفاهة هذه السلطة التي لا يمكن أن تأتي إلا بالمزيد من الأذى..
تتركنا مستباحين في هذه السوق السوداء التي باتت تقبض على حياتنا بلا أي شفقة.
الأسوأ من هذا الواقع، ومن فداحة ما ارتكبه الدولار فينا، أولئك الذين يكابرون
ويعاندون إما تعصباً لنظام “المناهبة” المافيوي الذي دمرنا، وإما تعنتاً لسياسة الممانعة العدوانية التي أفقرتنا وخنقتنا وجوّعتنا.
هؤلاء شنوا حرباً شاملة منذ العام 2019، وستستمر العام 2022، وربما إلى سنوات أخرى.
هؤلاء رسموا مستقبلنا كله. وما علينا سوى الاستسلام لهذا القدر البائس الذي يتحكم به الدولار وحده.
على هذا المنوال، ومنذ ثلاث سنوات، نحن لا نفعل شيئاً سوى الذهول الدائم، ملاحقين ذاك الرقم المخيف:
سعر الدولار. العبارة الأكثر تداولاً على ألسنة اللبنانيين. الرقم الذي يتضخم أمام أعيننا ويتحول إلى غول مرعب ابتلع “الليرة اللبنانية”.
2022 سنة الدولار أيضاً بلا منازع.