نهاية زعامة… هل يستخدم الحريري الخطّة باء؟
بقلم صفاء درويش – mtv
لم تنجح وساطات الرئيس سعد الحريري في تليين الموقف السعودي بأي شكل من الأشكال. بادر إلى ترويج عدم ترشّحه لعلّهم يرضون، فكان الرد أن تشكيل لوائح سياسية وانتاج كتلة نيابية هو أمر مرفوض.
أدرك الحريري أنّ من رعى زعامة والده يريد له التقهقر، ويريد تعريته من أيّة قاعدة تستند زعامته عليها، فأي زعامة تلك التي لا تملك كتلة نيابية، وحصة وزارية، ولا يعود إليها احد بقرار عام، ولا تساهم بصياغة السلطة، ولا المعارضة، ولا تشكّل حتى قوة وسطية يجد بها المتخاصمون ملجأ في ذروة الإحتدام.
بعد خروجه من بيت الوسط يقول أحدهم: يريدون سعد الحريري لا شيء. هنا بات لزامًا على الحريري اتخاذ القرار، البقاء أم المواجهة أم إرجاء الإثنتين بخطة باء اقترحها أحدهم عليه.
لم تكن مسارعة الرئيس تمام سلام لإعلان عدم ترشحه صبيحة عودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت محض مصادفة، وانما تأتي ضمن اطار سيناريو محبوك يحاول الحريري استخدامه كخطة بديلة عن الوساطة الإماراتية التي لم تنجح في دفع السعودية إلى غض النظر عن الابقاء على كتلة لتيار زعيمه سعد الحريري، مهما كان حجمها وقدرة تأثيرها.
يكشف أحد الذين خاضوا غمار البحث عن مخرج لا يستفز القيادة السعودية، أن الحريري لا يزال متمسّكاً بأمل تليين الموقف، ولذلك يحاول اخراج الموقف اليوم من دون اشارات تحدٍ للملكة، هو الذي لا يقوى في هذا التوقيت تحديدًا على تحدّيها. وعليه، رمى الكرة في ملعب اعضاء الكتلة، الذين أبلغهم عدم نيته تشكيل لوائح، عازيًا، وفق المصدر، السبب الأساسي لعدم وجود تمويل اماراتي كان قد وُعد به قبل فترة.
بعثرة الترشيحات ضمن لوائح غير ممهور تشكيلها بتوقيع سعد الحريري قد يوصل عدداً من نوابه الحاليين أو مرشحيه من غير النواب إلى المجلس، ليُعاد جمعهم في كتلة واحدة ربّما تكون برئاسته، في حال نجح بعد محاولات عدة في تليين الموقف الرافض لوجوده في الحياة السياسية.
هذا السيناريو هو الجزء الأول من الـ Plan B الذي يريده الحريري، أمّا الثاني وهو أضعف نوعًا ما، ولكنه يهدف لإقناع رؤساء الحكومات السابقين، وتحديدًا تمام سلام ونجيب ميقاتي بعدم الترشّح، وبالتالي تغيب قوة سنية كبيرة عن الاستحقاق، الذي بالطبع لن يُفقد المجلس المقبل ميثاقيته، ولكنه قد يفقده القرار السني الوازن. هنا يكون الرهان على أن يدفع الثنائي الشيعي وحلفاءه ومعهم الرئيس ميقاتي إلى محاولة ارجاء الانتخابات ريثما يكون المشهد قد اتضح اكثر، وتمكن الحريري من ترتيب اوراقه، ولكن هل من مصلحة الثنائي الدخول بهكذا مغامرة؟
الاكيد أن زعامة سعد الحريري بخطر فعلي، ولكن هذا الخطر متوقف على قرار منه هو المواجهة أم الانصياع، بينما تكون الخطة باء هي خشبة تقيه شر الغرق ريثما يظهر ضوء مركب الانقاذ من بعيد.