فن - منوعات

معاناة اللبنانيين: ‘بيتحمموا مثل الحرامية، الإنارة بالشمع والبطاريات والبراد لا يصلح للمواد الغذائية’ !!!

“نشر موقع النهار:

منذ أيام عدة، تُعاني #بيروت من انقطاع شبه دائم للتيار الكهربائي، وذلك بعد دخول عدد من المواطنين محطة عرمون والتسبّب بخلل على الشبكة الكهربائية حيث دخل بعضهم غرفة الحمايات في المحطة وعبثوا بمحتوياتها، محدثين أعطالاً جسيمة، وفقاً لمؤسسة كهرباء لبنان. هذا التطوّر فاقم من الوضع المأسوي الذي يُعاني منه اللبنانيون الذين باتوا يستعينون بالشمع والبطاريات والطاقة الشمسية وغيرها من الطُرق التي تُخفف من وطأة الأزمة في ظلّ غياب كهرباء الجولة وتقنين المولدات الكهربائية الخاصة.

استحمام مثل “الحرامية”

ففي أحد أحياء سليم سلام الداخلية، يُعاني حسين. د. الذي يجلس في دكانه المخصّص لبيع السمانة، من الانقطاع الدائم للكهرباء فهي “لا تأتي سوى ساعات قليلة، ومنذ يوم أمس لم نرَها سواء في المحل أو المنزل الواقع في منطقة بربور”. هذا الوضع دفع حسين الى الاشتراك في المولّد الكهربائي للمبنى مقابل مليون ونصف مليون ليرة، إلا أن هذا المولد لا يكفي لتغذية باقي ساعات النهار، حيث يُصار إلى إطفائه.

الصور للزميل حسن عسل:

هذا الوضع أثّر على تجارة حسين إذ لم يعد يستطيع بيع المواد التي تحتاج إلى كهرباء دائمة، فيُشير بيده الى البراد الذي يحتوي على بعض زجاجات اللبن وثلاث عُلب لبنة، قائلاً “في السابق كان هذا البرد ممتلئاً بأكمله إلا أن انقطاع التيار الكهربائي لم يعد يسمح لنا بتخزين المواد”.

الوضع أكثر مأسوية في منزل حسين حيث يقطن مع زوجته وثمانية أولاد، فيلفت الى أنه “لم يعد باستطاعتنا الاشتراك في المولد الكهربائي الخاص، لذا نعتمد على الشمع وبطارية سيارة نقلتها للمنزل إذ لم تعد صالحة للسيارة، رغم ذلك فإن كهرباء الدولة التي لا تأتي سوى لأقل من ساعة لا تسمح لنا بشحنها ولا بتسخين المياه للاستحمام ولا بالغسيل”. لذا تلجأ أسرة حسين إلى الاستحمام عن طريق تسخين المياه على الغاز، ويقول “نستحم مثل الحرامية”، في إشارة الى السرعة القياسية في الاستحمام نظراً للبرد القارس وعدم توفر المياه الساخنة. كما يُشير حسين الى غلاء الشمع حيث بات سعر الكيس الذي يحتوي على 11 شمعة نحو 60 ألف ليرة، وربما إضراب أستاذة التعليم الرسمي قد خفف من استهلاك الشمع إذ إن أولاد حسين لا يضطرّون الى الدراسة بالاستعانة بها.

غياب التدفئة الكهربائية

أما ندى درويش التي تقطن مع أسرة شقيقها المتوفى والمكوّنة من زوجته وثلاثة أولاد،

فتؤكد أن “كهرباء الدولة مقطوعة منذ 4 أيام، ولم نرَها سوى اليوم لأقلّ من ساعة،

تشترك درويش في المولد الكهربائي الخاص بالبناية بـمعدل 5 أمبير “مما يسمح

لنا باستخدام البراد وعدد من اللمبات”. تُشير درويش بيدها الى “دفاية الغاز التي

لم نستخدمها سوى منذ أيام قليلة، حيث كنّا نعتمد على التدفئة الكهربائية،

إلا أن انقطاع #الكهرباء المتواصل أجبرنا على شراء قارورة غاز”.
يبلغ مدخول الأسرة نحو مليونين وخمسمئة ألف ليرة، يدفعون

منها مليون ليرة للمولد الكهربائي الخاص بالبناية “فلو اشتركنا بمولد آخر لكان المبلغ يفوق ذلك بكثير”،

وما بقي يُعدّ مصروفاً للأسرة. كذلك تُعاني الأسرة من تقنين الاشتراك حيث يُقطع 4 ساعات في النهار،

ومن بعد منتصف الليل حتى التاسعة صباحاً، لذا استعانت ببعض اللمبات التي تُشحن.

الطاقة البديلة

وفي برج أبي حيدر، يجلس محمود الطويل، صاحب محلّ للهواتف، مستعيناً بالطاقة البديلة

نظراً للانقطاع الدائم للكهرباء، حيث عمد الى شراء نظام طاقة شمسية صغير يصلح لإضاءة

لمبة وكمبيوتر وراوتر “وهذا كل ما أحتاج إليه في عملي، فكهرباء الدولة تأتي ساعة

في النهار وأخرى في الليل عندما أكون

قد أقفلت محلي،

وهذا ما منعني

من استخدام نظام تخزين للكهرباء مثل الـUPS”، فقد اضطرّ الطويل الى إيقاف اشتراكه في المولد الكهربائي بعد أن بات يدفع نحو 800 ألف ليرة شهرياً،

“إذ لم أعد أستطيع دفع هذا المبلغ”.
يعترض الطويل على قرار وزير الداخلية القاضي بمنع تركيب ألواح طاقة شمسية

دون ترخيص، وصفاً القرار بـ”المعيب، فنحن في وضع مأسوي على مختلف الصُعد،

وليس من المنطقي أن نتحمّل أخطاء السياسيين الذين لم يتمكنوا من حل أزمة الكهرباء

على مدى سنوات. كما لا يجوز أخذ إذن للاستفادة من الشمس وتحويلها لكهرباء”.

يقطن الطويل في حارة الناعمة، حيث تُعاني المنطقة، كما باقي المناطق اللبنانية،

من انقطاع دائم للتيّار الكهربائي، “ولكن النقطة الإيجابية أنني أدفع للمولد كهربائي

وفقاً للعدّاد، ولو أنني أملك المال اللازم لكنت ركبت نظاماً للطاقة الشمسية”.

وينفي الطويل إمكانية التأقلم مع هذا الوضع، فالحرمان من الكهرباء يعني “أننا عدنا 100

سنة للوراء، إلا أن ما يحدث خارج عن إرادتنا”.
العمل اليدوي بديلاً للكهرباء

أما علي حجير، صاحب محل فرن مناقيش، فقد حوّل العجانة من كهربائية الى يدوية،

حيث يمدّ خطّاً كهربائياً من محل جاره لمدة لا تتجاوز ربع ساعة بحيث ينهي العجينة،

ثم يقوم برّق العجين يدوياً. يُشير حجير إلى أنه أوقف الاشتراك في المولد الكهربائي

منذ 3 أشهر بعد أن جاءت الفاتورة 50 دولاراً، واضطرّ الى تقليص فترة العمل من

السادسة صباحاً لغاية السادسة مساءً، لتصبح من الثامنة صباحاً لغاية الساعة الثانية ظهراً،

من أجل توفير الغاز “بحيث نحصر الزبائن ضمن هذا الوقت”.

يترحّم حجير على الأيام التي كان “انقطاع التيار الكهربائي فيها لا يتجاوز أربع ساعات

في منزله الكائن في طريق الجديدة”، وبعد الأزمة كان ينوي تركيب

اشتراك في المولد الكهربائي في منزله، إلا أن طلب صاحب الاشتراك مبلغ 700 ألف ليرة منعه

من ذلك. لذا، يستخدم حجير “لمبة تحتوي على بطارية، وعلى أضواء الهواتف، مع الاستعانة بجاره لشحنها”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com