بين “ما بدي شوفه” و”ما بدي اسمع باسمه” ضاع البلد وشعبه… وقاضي الولاد شنق حاله
القناة الثالثة والعشرون
اليوم نقول في صراحة، هذا الشعب ابتلى بأسوأ المصائب وأشدها وأكثرها وقاحة منذ أصبحت هذه السلطة مصيره المشؤوم.
مرّ على لبنان حروب وكوارث لكن هذا الطاقم السياسي هو الاكثر ضررًا على الاطلاق،
وكأنه حبس كبير يميت الشعب قهرًا وفقرا وجوعًا وقتلًا…ولا مهرب.
وصل الوضع اللبناني الى ما بعد الهاوية،
أي اننا فقدنا أي ارضية تقينا من السقوط والان نقف بالهواء بانتظار معجزة الهية تبطل عمل الجاذبية فتتركنا في الهواء
ريثما نعود الى البر من جديد. وللحق فإن كل المؤشرات تنذرنا بأننا على وشك السقوط وليس للمعجزات افق قريب.
لا يمر يوم واحد دون ان نرى مقاكع فيديو لمواطنين يتقاتلون على المواد الغذائية المدعومة،
لا يمر يوم واحد دون ان نسمع عن جريمة قتل وسرقات وتهريب ومظاهرات واحتجاجات وقطع للطرقات وانتحار بسبب العجز.
هذه الاخبار التي تطالعنا ما هي الا دليل ملموس على أن الانفجار الاجتماعي بات اقرب الينا من اي وقت مضى.
هذا ولم نتطرق لانقطاع المواد اصلا، عدا عن ارتفاع سعرها.
فالبنزين مثلا يتجه نحو انخفاض في سعره كل اسبوع ولكن المحطات ترفض بيعه للمواطن…
حاله حال المازوت الذي بدأ يشكل خطرا على استمرارية مولدات الكهرباء مثلا!
اضرابات يومية ومناشدات واحتجاجات وأصوات تعلو يوميا وتصرخ بوجه سلطة حقيرة ووقحة لا تدير الا الدينة الطرشة لشعبها.
يوميا تعلوا الاصوات، اصوات اصحاب المولدات الذين اعلنوا عن توقف عملهم قريبا،
اصوات اصحاب النقل العام الذين لا يعرفون ما هم فاعلون وسط غلاء وانقطاع البنزين،
اصوات الصيادلة الذين يعانون الأمرين مع تجار الادوية الكبار، اصوات المدرسين واهالي الطلاب والطلاب،
اصوات العمال الذين أصبحوا عاطلين عن عملهم،
أصوات الاطفال المحبوسين منذ زمن في بيوتهم، اصوات الاباء والامهات العاجزين عن شراء حليب وخبز لاولادهم،
اصوات اهالي شهداء المرفأ المطالبين بالعدل لاولادهم…
اصوات الممرضين والاطباء والعاملين في المستشفيات التي اوشكت على الانفجار.
كل هذه الاصوات ولا حياة لمن تنادي.
كل هذا الصراخ والاحتجاج ورائحة الموت والجوع واليأس، ليطل علينا جهابذة سلطتنا،
القيمون على حياتنا وعلى سير اعمالنا ليخبرونا بانهم مستعدون للعمل لكن التعطيل يأتي من الجهة المقابلة،
كل هذا الموت ليطل عليك المسؤولين فيتراشقون التهم دون جدوى،
يتقاتلون على المنابر وكأن البلاد يمكنها الانتظار!
تفتح الجرائد فتطالعك عناوين عن مقولات صبيانية “استحى ابن الجيران يقولن”…
فهذا لا يريد رؤية ذاك وذاك يرفض السماع باسم هذا.
ولكن مهلا!!! ماذا عنا؟؟ ماذا عن الشعب والبلد والكون؟
هل تعيشان وحدكما في البلد؟ انت لا تريد رؤيته وهو لا يريد سماع صوتك اتحسبون البلاد لعبة بالحي؟
اتحسبونها علاقة عاطفية؟ هذا مستقبل ملايين! هذا مستقبل اجيال!
وهذه الاجيال لا تريدكما اصلا، لا انت ولا هو!
وكان الشعب واضحا عندما نزل الى الشارع لاسقاطكم،
كان واضحا عندما شتمكم وشكاكم لدول العالم!
ومع هذا سكتنا وقلنا ها وقد ابتلينا بكما، قوموا بعملكما على الاقل وكفى لعب ولاد