هل تكشف تصفية الحسابات المستور رئاسيًا؟
“ليبانون ديبايت” – فادي عيد
كشفت معلومات، أن صراعاً خفياً يدور بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ورئيس الجمهورية ميشال عون، وحيث لم تنجح المساعي التي بُذِلت في تقريب وجهات النظر قبل الإستحقاق الرئاسي، وهذا الصراع يأتي على خلفية اتهام المقرّبين من رئيس الجمهورية بري، بأنه من سعى أساساً لتسويق أو دعم زعيم تيار “المردة” سليمان فرنجية، كمرشّح لرئاسة الجمهورية، على اعتبار أن “حزب الله” كان يتّجه إلى دعم رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، باعتباره كان ملتزماً ووفياً للحزب عندما كان وزيراً للخارجية وبعدها، في وقت أن فرنجية ذهب في مرحلة معيّنة باتجاه الرئيس سعد الحريري، الذي كان يدعمه لرئاسة الجمهورية، واعتُبِر “قَوطبةً” أو تجاوزاً لـ “حزب الله”،
وهذا الأمر أيضاً لم يستوعبه النظام السوري، الذي يعتبر فرنجية المدلّل بالنسبة لهم وأبرز حليف منذ أيام الرئيس السوري حافظ الأسد، إلى نجله بشار.
من هنا، تابعت المعلومات، فإن بري يصفّي حساباته مع “التيار الوطني الحر” ورئيس الجمهورية
بأداة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي التقى، وبعيداً عن الأضواء،
لأكثر من مرة رئيس المجلس النيابي، ويُنقل بأن بري مَن كان وراء دفع ميقاتي
إلى إنجاز تشكيلة فور انتهاء الإستشارات النيابية، ليفاجئ و”يَحشُر” رئيس الجمهورية بها.
من هذا المنطلق، يُتوقّع وفق المتابعين، أن تستمر عملية تصفية الحسابات
على خط عين التينة ـ بعبدا، وحيث بات واضحاً أن الرئيس بري يدعم فرنجية،
ولن يقبل بباسيل، وربما يكون ليّناً ومرناً وهو “حرّيف” في هذا المجال
في الإستحقاقات الكبيرة، في حال رأى أن هناك رغبة دولية وإقليمية لانتخاب رئيس توافقي
، وعلى هذه الخلفية لم يضع أوراقه على الطاولة بعد، أو يكشف المستور،
بل هو في حالة ترقّب إلى حين جلاء الصورة في المنطقة، ربطاً بزيارة الرئيس الأميركي
جو بايدن إلى المنطقة، وصولاً إلى ما ستؤدي إليه المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة الأميركية.
وعلى خط موازٍ، يحاول رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط،
تهدئة الأجواء ما بعد الإنتخابات النيابية الأخيرة في الجبل،
إذ ينقل عنه عدم رغبته في لقاء أحد من طالبي المواعيد،
ويقوم في هذه المرحلة بتهيئة المناخات أمام تسلّم نجله تيمور كامل الزعامة الجنبلاطية،
بعدما بدأ رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب تيمور جنبلاط، يتفرّد باتخاذ قراراته ويعلن
مواقف مقتنع بها، وكان الغيث الأول في تسمية السفير نوّاف سلام لرئاسة الحكومة،
وبالتالي، فإن جنبلاط خائف على الوضع الغذائي والإجتماعي، ويحذّر في مجالسه من أزمة غذاء في الفترة القليلة المقبلة.