“بسبب التخلّف”… ظاهرة “خطيرة” منتشرة في لبنان!
“بسبب التخلّف”… ظاهرة “خطيرة” منتشرة في لبنان!
ظاهرة
لم يتمكن لبنان من التخلّص من ظاهرة إطلاق النار العشوائي والتي أصبحت ظاهرة متوارثة بين الأجيال، إلا أن أسبابها لم تعد مقتصرة فقط على مناسبات الأفراح والأحزان، وبات يلجأ عدد من اللبنانيين إلى هذه الظاهرة كـ “تنفيسة” للغضب في بعض الأحيان، أو كهواية، أو لأسباب أخرى لا معنى لها.
تنتشر هذه الظاهرة في مناطق مختلفة من لبنان، وترتفع نسبة خطورتها بحسب كل منطقة، فهي أكثر خطورة في المدن التي تغيب عنها المساحات الواسعة عن المناطق الداخلية والجبلية، وهي تتوسّع كلما ضاقت الأحوال الإجتماعية والإقتصادية على اللبنانيين.
وفي ظل الأزمة الإقتصادية الخانقة، فإن توجّه مطلقي النار إلى شراء الرصاص الذي يتراوح سعره ما بين دولار و 5 دولارات للرصاصة الواحدة، بحسب نوع كل سلاح، يثير الإستغراب، وخصوصاً أن هذه الظاهرة تنتشر في المناطق الأكثر فقراً، بينما تتقلص القدرة الشرائية للبنانيين كلما ارتفع سعر صرف الدولار.
في هذا السياق أشارت أوساط من أحد المناطق التي تنتشر فيها هذه الظاهرة إلى
أن “سلاح الكلاشن هو الأكثر إنتشاراً بين مطلقي النار، وسعر رصاصته دولار، ولكن
الرصاص الذي يتم إطلاقه في هذه الأيام تم تخزينه منذ ما قبل إندلاع الأزمة
الإقتصادية، وعملية شراء الرصاص في هذه الأيام ليست كبيرة كما السابق”.
واعتبرت هذه الأوساط في حديث لـ “ليبانون ديبايت” أن “الظاهرة هذه ليست
جديدة وهي موجودة في كل العالم، وثقافة منتشرة بشكل أكبر في البلاد العربية
ولبنان، ولكن لأن لبنان بلد صغير فإن الخسائر تكون ظاهرة أكثر”.
وأردفت، “هذه الظاهرة خطيرة جداً في المدن، بسبب عدم وجود مساحات، ما
يجعل إمكانية سقوط الرصاصة بعد إطلاقها على الناس وأملاكهم وارد بنسبة
عالية جداً. هناك ناس لديهم هواية إطلاق النار ويجب أن تجد الدولة الحلول لهم”.
من جهته، رأى النائب السابق والخبير العسكري وهبي قاطيشا أن “السبب الأول لهذه الظاهرة هو التخلف الثقافي، فالمتخلف يطلق النار ليثبت وجوده”.
وقال قاطيشا: “قد لا يكون حامل السلاح يملك المال، وهناك من يغذيه في البيئة التي ينتمي إليها ويستمد منها السلاح والذخيرة، ولا أحد في هذه الأيام يشتري الرصاص من ماله الخاص”.
وأضاف، “هذه الظاهرة منتشرة في المناطق التي يوجد فيها سلاح وميليشيات،
وفي المناطق الأخرى تراجعت فيها هذه الظاهرة بشكل كبير”.
ويشدد على أن “الدولة هي الوحيدة القادرة على حل هذه المشكلة، ولكنها
ضعيفة حالياً، والقبض على أي “أزعر” يتبعه تدخل من جهة ما للإفراج عنه”.
وختم قاطيشا بالقول، “الفقر والتخلف يؤديان إلى هذه الظواهر، والأكيد أن
الذخائر التي يتم إطلاقها لا يقوم مطلقها بشرائها بل يحصل عليها من آخرين”.
للمزيد من الاخبار الرجاء الضغط هنا