اخبار محلية

الغاية من إستهداف وإحراق إقليم “الكتائب”

المصدر: ليبانون ديبايت

لم يكن إحراق مركز اقليم طرابلس الكتائبي الإعتداء الأول الذي يستهدف الحزب بأملاكه ومنشآته وقياداته، ولن يكون الأخير بطبيعة الحال

ويربط المراقبون بين استهداف الكتائب، حجراً وبشراً، وبين دورها الوطني السيادي. ففي كل مرة تأخذ الكتائب على عاتقها التصدي لإستحقاقات مصيرية ووجودية خارجية أو داخلية تكون محاولات عزلها، أو إغتيال قياداتها وكوادرها، أو إضعافها ومصادرة دورها، أو تحجيم فاعليتها، أو التصدي والحد من انتشارها الوطني.وتلفت قيادات مخضرمة واكبت العقود الماضية من عمر الكتائب إلى أن الحزب يعتبر الأول من حيث عدد الشهداء القادة والكوادر والأفراد، وفي عدد محاولات الإغتيال التي استهدفته في مسيرة عقود من دفاعه عن سيادة لبنان واستقلاله وحرية شعبه وحقه في تقرير مصيره وبناء دولة ضامنة لحقوق الإنسان يعيش فيها البنانيون مواطنون سواسية في الحقوق والواجبات في ظل قانون واحد يطبق على الجميع بدون استثناء.وتقر هذه القيادات بأنه من التجني تجاهل هذه الوقائع معطوفة على أن الكتائب لم تخض يوماً أي مواجهة في سبيل السلطة والمناصب، وإنما في سبيل القيم والمبادىء الوطنية بمعزل عن حجم كتلتها النيابية والوزارية والصراعات الرئاسية خصوصا على الساحة المسيحية.ويرى المخضرمون الذين واكبوا تاريخ لبنان الحديث بأن الكتائب التي عرفت بأنها حزب التسويات الوطنية القائمة على بناء أرضية للعيش المشترك والوفاق، لم تتنازل يوماً عن قناعة أو عقيدة في سبيل سلطة، ولم تساوم يوماً على مصلحة لبنان وسيادته واستقلاله في سبيل منصب أو موقع.حتى في ظل الاحتلال السوري، عندما تم تناتش الحزب، وكثرت محاولات وضع اليد عليه داخلياً وخارجياً وترويضه من أجل مصادرة قراره وتغيير مساره ومسيرته التاريخية، بقيت فيه نواة مقاومة رفضت الخضوع والإغراءات والتهويل وتمسكت بالقناعات الوطنية وتمكنت من استعادة الحزب وتحريره والسير به في مساره التاريخي السيادي.وها هي اللعبة ذاتها تتكرر اليوم من خلال احراق مركز اقليم طرابلس الكتائبي بعدما نجح الحزب في تعمييم خطاب وطني جامع من خلال مشاركته في الثورة وسعيه الدؤوب الى توحيد اللبنانيين على أسس وطنية بعيدة عن الطائفية والفئوية والمناطقية والحزبيات الضيقة.لكن مصدراً قيادياً كتائبياً يؤكد بأن محاولات التهويل والترهيب لن تنجح اليوم بعدما فشلت على مدى عشرات السنوات الماضية. والكتائب متمسكة بمبادئها وقيمها… وهي مؤسسة قادرة ليس فقط على ترميم الحجر، وإنما وقبل كل شيء على تخريج أجيال من القادة والكوادر الذين سيكملون مسيرة التحرير وبناء الدولة حتى تحقيق الهدف الذي يسمح للبنانيين بأن يعيشوا أحراراً في دولة تحفظ حقوقهم وتمنحهم الأمان والاستقرار ومتطلبات الازدهار والعيش الكريم.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com