صَدَقَ الوزير الذي قال: “ما تسمعوني صوتكن”!
مريم حرب -موقع mtv
لم نستدرك يوم قال وزير البيئة السابق فادي جريصاتي “ما تسمعوني صوتكن”، أنّه صاحب رؤية مستقبلية وأنّه يُبشّرنا بأنّ أبواب جهنّم التي فُتحت علينا مع حرائق 14 تشرين الأوّل 2019 ستطال ألسنتها اللبنانيين الذين أصبحوا بعد سنتين أعواداً يابسة.
صدق الوزير وقد وصلنا إلى اليوم الذي سُوّيت كرامتنا بالأرض ولم نرفع صوتنا. نكتفي بالتململ والتذمر والأيام تمرّ والأزمات تشتدّ والمصائب تتوالى.
مع 17 تشرين لم يعلُ صوت على صوت الموجوعين الذين ملأوا الساحات، فأين هو ذلك الصوت؟
خبا، سَكَتَ، هَدَأ، تَعب، يَئسَ… كُتِم، أًخفِتَ، أُسكِنَ… أي عبارة هي الأصح؟
الواقع أنّ غضبنا من المذلة اليومية يأكلنا ولا نزال هادئين. ننتظر دورنا في طوابير البنزين ساكنين. نبحث عن الدواء ومع الانتظار يهدأ الألم. نبحث عن مواد غذائية قيل عنها مدعومة بين الرفوف فنسكت حين نسمع أنين طفل جائع يقابله حفيف العملة الخضراء على صندوق الحساب.
تُدمّر عاصمتنا ويُغتال الإنسان في منزله فننتظر صوت العدالة. يعزلوننا ويُخلفوننا مع دول صديقة فنكتفي بالتغريد شاجبين. يشحذون الأموال والمساعدات على اسمنا، فنراها توزّع في بلدان عدة إلاّ في لبنان. يزداد الفقر والبطالة والهجرة، تتبخّر أموالنا من المصارف، تهرّب دولاراتنا وموادنا الغذائية ومحروقاتنا وسياراتنا..
تُقفل مؤسسساتنا، تُترك مستشفياتنا بلا معدات طبيّة وأوكسيجين…
يُنتهك أمننا في الطرقات وفي البيوت من قبل مجهولين يستفيدون من الفوضى للسرقة.
“شبيحة” يستبيحون أرضاً ليست لهم ويعتدون على المواطنين.
سلطة تتنافس على الفشل لتطفئ في النهاية الأنوار على بلد سُمّي بمنارة الشرق.
… أين هي أصواتنا؟
بهورات كي لا نُسمعهم صوتنا. وبين المذلة والمذلة للبناني،
أصوات داعمة للنظام السوري ولبشار الأسد وأخرى مؤيدة للقضية الفلسطينيّة وأخرى مناصرة لإيران وسياساتها،
وهناك من يهلل لروسيا وأخرون لمحور الغرب.
لا يريدون لبنان الكيان والسيادة ودولة المؤسسات والقانون والقضاء ولا أن يسمعوا صوت الأحرار.
صدق الوزير، ولكن إلى متى؟ متى سينفجر بركان الغضب من قعر هذه العتمة؟
وإلى أن يحين وقت الثورة “العودة”، اللبناني لن يتأقلم، وأنتم تلهّوا بتأليف حكومة سمّوها ما شئتم وتصارعوا
على الحفاظ على حقوق الطوائف وتنعّموا بما تبقّى من دولارات.