“حَقن الدماء ورحل”… إنتصارٌ “كبير” حقّقه سعد الحريري باعتراف “خصومه”!
“حَقن الدماء ورحل”… إنتصارٌ “كبير” حقّقه سعد الحريري باعتراف “خصومه”!
لا بد أن الإتفاق الإيراني السعودي الأخير، أقنع الكثيرين في لبنان بأن رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري كان محقاً في العديد من القرارات التي اتخذها على الرغم من معارضة القريبين منه لها، ليحقق بذلك إنتصاراً سياسياً كبيراً، وأكثر ما نجح به الحريري برأيي هؤلاء، كان إبعاد شبح الفتنة السنية الشيعية عن لبنان، منقذاً بذلك الوطن من فتنة أهلية كادت تأخذنا إلى “جهنم” كبيرة لا عودة منها، ولما كان لفتح السفارات بين طهران والرياض أن يضمد الجراح ولو بعد ألف سنة.
في هذا السياق أكّد النائب السابق عاصم عراجي أن “قراءة الرئيس سعد الحريري للوضع في العالم العربي كانت دقيقة، وتدل على بعد نظر كبير لديه، فهو حقن الدماء وجنب البلد من فتنة مذهبية وطائفية وحماه من التدمير”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت” قال عراجي: “الإتفاق السعودي الإيراني جيد لتخفيف التوترات، وينعكس إيجاباً على كل العالم العربي وكذلك في الداخل الإيراني الذي شهد على تظاهرات في الآونة الأخيرة”.
وأضاف، “في السياسة لا يوجد خصومة ولا صداقة دائمة، والتقارب السعودي الإيراني سينعكس إيجاباً على العلاقات السنية الشيعية بكل المنطقة العربية، ومنها لبنان”.
وتابع عراجي، “يُحسب لسعد الحريري أنه أنقذ لبنان وجنّبنا مشكلة كبيرة جداً، فقد كان هناك أطرافاً تريد المواجهة في لبنان، ولكن قراءة سعد الحريري لخطورة هكذا مواجهة جنبتنا الكثير من الدماء”.
وأوضح، “من أسباب رغبة البعض بالمواجهة كانت التطورات التي حصلت في بعض الحوادث، مثل “طحشة” حزب الله على البلد، وما حصل في 7 أيار وبعض التصرفات التي حصلت والتي هددت بفتنة سنية شيعية”.
وأكمل عراجي، “لو هيّج سعد الحريري الشارع في 7 أيار ودخل بمشكلة مع حزب الله، ولو قرر الرد عندما دخل إلى البيت الأبيض رئيساً للحكومة وخرج منها رئيساً سابقاً لكانت انفلتت الأمور بشكل كبير”.
وأردف، “حصل الكثير من الأمور التي تجاوزها الحريري، مثل المشكلات والأحداث التي كانت تفتعلها سرايا المقاومة في بعض المناطق السنية والتي كادت أن تشعل فتيل الفتنة، الحريري تدارك كل هذه الحوادث”.
ورأى عراجي أن “الذين على خصومة سياسية مع الحريري يعترفون اليوم أنه أنقذ البلد، فهو كان أبعد الناس عن الفتنة ودائماً ما كانت تعليماته للمقربين منه والجميع بالعمل على منع الوقوع بالفتنة، وكان دائماً ما يؤكد لهم رفضه سقوط أي قطرة دم بريئة في البلد”.
واستطرد قائلاً، “على الصعيد الداخلي كان للحريري اليد الأساسية في حماية البلد، وخصوصاً في موضوع ربط النزاع الذي توصل إليه مع حزب الله لأنه كان يرفض الفتنة”.
ورداً على سؤال عن موعد عودة زعيم “المستقبل”، أجاب، “سعد الحريري يمكنه العودة إلى لبنان ساعة يشاء، وهو يأخذ القرار عندما يريد بحسب تطورات الإتفاق الإيراني السعودي”.
وذكّر بأن “الحريري أخذ قراره بتعليق العمل السياسي بسبب شعوره بعدم تجاوب الطرف الثاني، الحزب كان يضغط على البلد وقرار السلم والحرب بيديه، الآن لا نعرف كيف سيتصرف مع التغيرات الحالية”.
وختم عراجي بالقول، “سننتظر تطبيق المحادثات بين السعودية وإيران، يبدو أن الأمور إيجابية، ولكنها بحاجة إلى وقت، ففي بعض الإتفاقات الإيرانيين لم يلتزموا في اليمن، اليوم هناك وجود للطرف الصيني الذي رعا الإتفاق، سننتظر التطورات”.
ليبانون ديبايت
لمشاهدة المزيد اضغط هنا